يثير فن الفسيفساء "موزاييك" اهتمام الأطفال المشاركين في الورشة البيداغوجية التي انطلقت مؤخرا بالمتحف العمومي الوطني "أحمد زبانة" لوهران، لتثمين هذا النوع من الفنون الذي يحمل قيمة تاريخية وجمالية. ويتلقى نحو 20 طفلا تدريبا حول تقنيات فن موزاييك الذي يعد أقدم الفنون في الجزائر، و الذي يحمل كثيرا من الجماليات ومعلومات عن مختلف الحضارات الموثقة عبر التاريخ في قطع زخرفية تشهد عراقة هذا الفن وهي محفوظة في المتحف "أحمد زبانة"، حسبما أكدته رئيسة قسم الاتصال بذات المرفق الثقافي، ليلى بوطالب.

ويعمل هؤلاء الأطفال بكثير من المتعة والفضول على انجاز أعمال فنية من الموزاييك تزخر بأشكال هندسية مصنوعة من مكعبات صغيرة مستوحاة من المجموعات المتحفية في فن الفسيفساء تزين قاعة الآثار القديمة التابعة لذات المتحف منها جدارية التي كانت موجودة في الموقع الأثري الروماني بورتوس ماغتيس ببطيوة (شرق وهران) كما أضافت السيدة بوطالب. ويكمن الهدف من هذه الورشة التي تشرف على تأطيرها مختصة في فن الموزاييك مكحلي عائشة، في تعليم هذا الفن للناشئة باعتباره جزء من التراث الجزائري، وتكوين أجيال جديدة من المبدعين في الفسيفساء وتحسيسهم بأهمية الحفاظ على هذا الموروث، وكذا اكتشاف إبداعات الأطفال في هذا الاختصاص الفنّي.

كما يسمح فن الموازييك الذي يعنى بتطوير ملكات الطفل و أفكاره من خلال صناعة قطع فنية من أشكال هندسية تحمل ألوانا جميلة، فضلا عن تعليمه التركيز في العمل مما يجعله يكتسب مهارات جديدة مثلما تمت الإشارة إليه. وموازاة مع ورشة فن الموزاييك التي تدخل ضمن البرنامج المسطر من طرف متحف "أحمد زبانة" خلال موسم الصيف، تم تنظيم ورشات بيداغوجية أخرى حول صناعة الدمى و الأكسسوارات والقراءة. علما أن هذه الورشات انطلقت في 18 جويلية الجاري، و ستتواصل إلى غاية 29 أوت القادم، وهي مفتوحة لجميع الأطفال.