الليلة السادسة للشعر العربي

عبق النيل يعطّر قسنطينة في ذكرى رحيل المتنبي

عبق النيل يعطّر قسنطينة في ذكرى رحيل المتنبي
  • القراءات: 1226
شبيلة. ح شبيلة. ح
حط شعراء من جمهورية مصر العربية الشقيقة ليلة الخميس الفارط، على أرض الشهداء لينشطوا فعاليات ليالي الشعر العربي التي ينظمها قسم الكتاب والأدب، ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015.
وكانت الليلة السادسة من نوعها بعد تلك المخصصة لكل من فلسطين، تونس وقسنطينة وكذا المغرب، فكانت لتبادل الخبرات والتجارب، حيث حمل شعراء مصر عبق نهر النيل إلى مدينة الجسور المعلقة لتكون فيها القصائد جسوراً جديدة تحكي تجاربهم التي يتقاسمونها مع نظرائهم في الجزائر، على ركح مسرح قسنطينة الجهوي، في ليلة عرفت أجواء حارة حرارة المحبّة بين شعبي البلدين، وكانت مهداة إلى شاعر العرب أبو الطيب المتنبي في ذكرى رحيله الألف ومائة.
ليلة الشعر لدولة مصر تأتي لتؤكّد عزم المشرفين على الفعالية على المضي في تطبيق البرنامج المسطر، والذي يتضمن استضافة المشاهد الشعرية العربية في ثلاث عشرة أمسية، حيث  ضم الوفد المصري خمسة أسماء تنتمي إلى حساسيات وأجيال مختلفة قرأت وسط حضور محب للشعر نصوصاً تشتبك مع الموسيقى، وتطرح أسئلة وهواجس اللحظة المصرية المزدحمة بالتطلع إلى غد مختلف على غرار الشاعر أحمد الشهاوي، صاحب ديوان ”سماء باسمي” ورضوى فرغلي، صاحبة ”على طرف منديل” وجمال القصاص صاحب ”خصام الوردة” وغادة نبيل، صاحبة ”المتربصة بنفسها” وعلي عطا، صاحب ”على سبيل التمويه”، زيادة إلى مشاركة الشاعرين الجزائريين لخضر فلوس صاحب ”عراجين الحنين” وسليمان جوادي صاحب ”يوميات متسكع محظوظ”.
وأكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الذي أشرف على افتتاح فعاليات ليلة الشعر المصري، أن مصر تبقى عنوانا دائما للثقافة والإبداع والفكر، حيث أن هذه الأخيرة كانت سندا للثورة الجزائرية، كما قال عز الدين ميهوبي، في الكلمة التي أرسلها للحضور والتي طبعت في الكتاب الإعلامي الخاص بليلة مصر. وأضاف أن العلاقات السياسية والثقافية بين الجزائر ومصر تعود إلى ما قبل الميلاد، ومن أبرز محطاتها زواج الملك الجزائري يوبا الثاني من كليوباترا سليني، ابنة الملكة المصرية الشهيرة كليوباترا، والتي اشترطت عليه أن يكون مهرها نهرا شبيها بالنيل، فكان نهر ماء الزعفران المعروف اليوم بمازافران، وحين خطفها منه الموت شيّد لها هرماً لا يزال قائما حتى اليوم.
كما أضاف الوزير أن هذه الليلة جاءت إهداء للمتنبي كونه شاعر العرب الأول، والجزائر أيضا قدمت أسماء كبيرة للشعر من هذه المدينة الكبيرة عاصمة الثقافة العربية على غرار مالك حداد وآل خليفة، وأن الجزائريين يحتفون بالمتنبي كونه مرجعية الشعر العربي الأول، وكذا يحتفون بالشعراء العرب من عديد الأقطار.أما المشرف العام على فعالية ليالي الشعر بوزيد حرز الله، فأكد أن العلاقة بين الشعريتين الجزائرية والمصرية، تكرست أكثر على يد الشعراء الجزائريين الذين درسوا في مصر والأساتذة المصريين الذين درّسوا في الجزائر.