في ذكرى وفاة بلاوي الهواري

صاحب رائعة "زبانة" يعود بعد خمس سنوات من رحيله

صاحب رائعة "زبانة" يعود بعد خمس سنوات من رحيله
  • 683

تحل، يوم غد، الذكرى الخامسة لرحيل الفنان القدير بلاوي الهواري، الذي يعد أيقونة الأغنية الوهرانية العصرية ورمزا من رموز الفن الجزائري الأصيل، بما تركه من رصيد فني تجاوز 500 أغنية، لعل أبرزها أغنية "زبانة" التي أهداها لروح الشهيد البطل أحمد زبانة التي لا تزال الذاكرة الشعبية الجماعية تحفظها. وساهم الراحل بلاوي الهواري في مجالي الغناء والتلحين، وعلى مدار عقود في تجديد وعصرنة الموسيقى الجزائرية وتأسيس الأغنية العصرية الوهرانية من رحم الأغنية البدوية التي احتك الراحل بعديد روادها وشعرائها خدمة للفن الجزائري الأصيل. ويعتبر الفنان الراحل من صانعي الأغنية الوطنية التي كانت سلاحا فنيا إلى جانب العمل الثوري، حيث وظف فنه لخدمة القضية الوطنية من خلال تأسيسه لفرقة فنية عام 1943 كانت تنشط في سبيل غرس الروح الوطنية وبعث الروح التحررية في الشعب.

ترعرع بلاوي الهواري المولود في 23 جانفي 1926 بحي سيدي بلال، بالمدينة الجديدة بوهران، في كنف عائلة موسيقية، إذ كان والده عازفا على آلة الكويترة فيما أتقن شقيقه قويدر، العزف على الماندولين والبانجو. غادر الفنان مقاعد الدراسة في سن 13 ليعمل في مهن مختلفة استهلها بمقهى والده، حيث كان مكلفا حينها بتغيير الأسطوانات على آلة الفونوغراف لتلبية أذواق الزبائن ثم عمل في ميناء وهران، حيث بدأ في تلك الفترة في تعلم العزف على آلتي البيانو والأكورديون.

ونال فقيد الأغنية الوهرانية العصرية عام 1942 جائزة الإذاعة ليتوجه منذ ذلك الحين إلى أداء الأغاني البدوية اعتمادا على مخزون ثري من نصوص شعراء الملحون والبدوي الأصيل، وفي العام التالي أسس فرقة موسيقية ضمت عددا ممن اعتبروا مجددي الأغنية الوهرانية والجزائرية. ونجح الراحل في تسجيل أولى أسطواناته سنة 1949 ليسطع نجمه في الخمسينيات، حيث تنوّعت أغانيه في فنون وأشكال مختلفة مثل غناء الشعر الملحون وغيرها من الطبوع التراثية، كما تميز بتأليفه لعدد كبير من أغانيه التي لحنها بنفسه. وخلال حرب التحرير الوطني تم اعتقاله من طرف الإدارة الاستعمارية ليزج به في معسكر اعتقال بمدينة سيق، بتهمة النشاط الثوري وقد كان الفنان أيضا صديقا للشهيد أحمد زبانة والذي تأثر بإعدامه بالمقصلة ما جعله يلحن ويغني إحدى أشهر أغانيه، "زبانة" التي كتب كلماتها شريف حماني. 

وبعد الاستقلال، من 1962 إلى 1965 أشرف بلاوي الهواري رفقة زميله الفنان الراحل أحمد وهبي، على الفرقة الموسيقية للإذاعة والتلفزيون لمحطة وهران الجهوية حيث تخرج على يديه وبرعايته جيل من الفنانين الشباب. ويحفظ عشاقه إلى حد الآن أغانيه مثل "بيا ضاق المور" و"حمامة" و"يا لوشام" و"أرسم وهران" و"المرسم" و"راني محير" و"يا لزرق". كما قدم أيضا "طال عذابي" و"نجمة" و"اسمع يا سيد الغزلان" و"جار علي الهم". وبعد مسيرة حافلة توفي عميد الأغنية الوهرانية في 19 جوان 2017 عن عمر ناهز 91عاما بعد معاناته من مرض ألزمه الفراش عدة سنوات.