تقديرا لمحاربتها الاحتلال والجهل

زهور ونيسي تقلّد وسام "خادم اللغة العربية"

زهور ونيسي تقلّد وسام "خادم اللغة العربية"
  • القراءات: 856
مريم. ن مريم. ن

كرمت أمس جمعية "الكلمة" بالمركز الثقافي، عز الدين مجوبي، الأديبة الكبيرة، زهور ونيسي بوسام "خادم اللغة العربية" وذلك بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية المصادف لـ18 ديسمبر، حيث كانت المناسبة فرصة استعرضت فيها السيدة ونيسي مسيرتها وكذا آخر إصداراتها. أهدت السيدة ونيسي هذا التكريم لجيل العلماء والشهداء الذين ساهموا في ترقية اللغة العربية والحفاظ عليها إبان فترة الاستعمار بين صفوف هذا الشعب الذي حورب في هويته، ومن بين الذكريات التي حكتها تلك المتعلقة بعملها كمعلمة بحي المدنية بالمدرسة الحرة الصادقية، والتي كانت أيضا مركزا للفدائيين، حيث كانت تعلم اللغة العربية لبنات لم يكن يصغرنها كثيرا، وفيها زارها العالم والشهيد العربي التبسي الذي كان أيضا إماما بمسجد الهدى بحي بلكور وثمّن جهدها، ونظرا لصغر سن زهور قال لها بإعجاب "يا الله جيل يعلم نصفه الثاني"، ثم اقترح عليها أن تسجل التاريخ الهجري على السبورة، كما ذكرت أن هذه المدرسة كان يديرها زوج أختها، الذي كان حينها بسجن سركاجي، لتغلق قبيل الاستقلال.

كما أهدت ونيسي التكريم لكل المربين اليوم الذين بفضلهم تعيش العربية ببلادنا، لتسهب بعدها في الحديث عن لغة الضاد التي هي مكون أساسي للهوية الوطنية مع الأمازيغية والإسلام، وهذا الالتزام لا يعني ـ حسبها ـ إلغاء باب الانفتاح على اللغات والحضارات التي هي ضرورة للنمو والتطور والرقي، لتشيد بالمكانة التي بلغتها العربية في المحافل والمؤسسات الدولية، كما ألحت على ضرورة الالتزام بقواعد هذه اللغة حتى تنقل الأفكار بصدق. بدوره قاسم الإعلامي الإذاعي، خليفة بن قارة، السيدة ونيسي بعضا من هذه الذكريات خاصة عندما كان يستضيفها في برنامجه "المجلة الثقافية" وكانت لا تبخل عليه بالتوجيه والنصيحة لذلك سماها بسيدة الإعلام والإبداع.

أما الروائي أمين الزاوي الذي لم تكن ونيسي تكف عن مناداته بـ«ابني بالتبني"، فأسهب في الحديث عن هذه السيدة الفاضلة العابرة للأجيال، وهي التي حين يشيخ الجميع تبقى الشابة بكل معاني الكلمة. أكد الزاوي أن ونيسي هي سليلة جمعية العلماء وسليلة الأصالة والمعاصرة، فرضت نفسها في الساحة إلى درجة أن لا أحد في الجامعة يمكنه القفز على أعمالها، فهي موجودة في كل الأطروحات، ويضيف متأسفا "لو كتبت ونيسي بالفرنسية لوضعت في المراتب الأولى، ولفاقت آسيا جبار ولو كانت في إحدى العواصم العربية الكبرى لكان اسمها أثقل من أسماء أخرى كبيرة"، كما استعرض المتحدث نضال ومساهمة المكرمة في بناء الدولة الوطنية.

بالمناسبة، قدمت السيدة ونيسي آخر ما كتبت وهو كتاب "العربية في الجزائر من الحظر إلى الحجر"، وكتابها الأخير الصادر عن دار ألفا "قصة حياة الإمام ابن باديس"، وهو نص جليل في أكثر من 800 صفحة يمزج ويقدم التاريخ في شكل إبداع. وستقوم مؤسسة التلفزيون بتحويله إلى مسلسل، وهنا تقول: "لو لم أكتب عن ابن باديس لكانت مهمتي في الحياة ناقصة وقد اعتمدت على عدة مؤرخين منهم أبو القاسم سعد الله وعمار طالبي ورابح تركي وغيرهم، إضافة إلى الوثائق التي جلبها لي مدير ثانوية ابن باديس بقسنطينة، وكذا مساعدة أسرة ابن باديس ومكتبته الخاصة الموجودة حتى الآن ببيته ثم اخترت المنهج المناسب للكتابة علما أنني تحدثت بإسهاب عن قسنطينة ابتداء من تاريخ 1889 من حيث التقاليد والأعراس والمآتم والشيوخ والأزقة وكل ما في هذه المدينة". بعدها سلم الوسام وكذا الشهادة الشرفية وباقة ورد لونيسي من طرف الزاوي وولد خليفة وبمشاركة الوزير الأسبق العيشوبي وكذا رئيس جمعية الكلمة، عبد العالي مزغيش.