أبو مدين شعيب الغوث المجاهد محرر القدس الشريف

زاهد، فقيه ومتصوف نشر العلوم في الجزائر

زاهد، فقيه ومتصوف نشر العلوم في الجزائر
  • القراءات: 774
ق. ث ق. ث

 

قال الباحث في التصوف والعضو المؤسس لرابطة علماء الساحل كمال شكات، أن الفقيه والإمام القطب والمتصوف أبو مدين شعيب الغوث، الذي ولد بالأندلس وعاش وتوفي بالجزائر، نشر العلوم والمعارف في الجزائر وقاد الجزائريين في معركة تحرير القدس في القرن الثاني عشر.

واعتبر شكات، في حصة تلفزيونية تحت عنوان الجزائر، أرض سلام ومعرفة وتسامح أن الغوث، شكل رمزا بارزا للمتصوفين الحقيقيين، لم يهتم بتزكية النفس وتطهيرها ولكنه تعلّم العلوم الدينية والمعارف الدنيوية وعلمهما لمريديه. كما شارك في معركة تحرير القدس بفلسطين من الصليبيين دعما لجيش صلاح الدين الأيوبي، في معركة حطين المظفّرة سنة 1187. وقال شكات، إن أبي مدين شعيب كوّن جيشا جزائريا وتوجه به للدفاع عن القدس الشريف، وأن حارة المغاربة وبابها الشهير وكذا حائط البراق كانت أملاكا جزائرية، وأن العديد من العائلات ذات الأصول الجزائرية مازالت تعيش إلى اليوم بفلسطين وتحديدا بمدينة القدس الشريف وفي قطاع غزّة.

وتم بالمناسبة عرض شريط وثائقي حول سيرة ومسيرة الرجل الصالح تحت عنوان مصير راع الذي أخرجه عبد الرحمن بن عروس سنة 2011، والذي تناول كل جوانب حياة هذا المتصوف ودوره في نشره للعلم بالجزائر، حيث أبرز الشريط أن أبي مدين، خرج وهو في 75 من عمره انطلاقا من بجاية على رأس ألف فارس وضعف عددهم من المشاة من أجل المشاركة في تحرير القدس يتبعهم آخرون من مدن جزائرية أخرى وأيضا مغاربية ممن هبوا لنجدة المدينة. وأكد الوثائقي حضور أبي مدين شعيب، عملية تحرير القدس ما جعل صلاح الدين يمنحه وقفية باسمه تضم عدة ممتلكات أبرزها حارة المغاربة وحائط البراق إكراما له، قام بتوزيعها على الجزائريين وكذا المغاربيين الذين قاتلوا إلى جانبه وفضّلوا البقاء في المدينة بعد تحريرها.

وولد أبو مدين شعيب الغوث بإشبيلية بالأندلس، وكان راع غنم ليقرر بعدها الترحال طلبا للعلم، حيث قادته رحلته إلى مدينة فاس قبل أن يقرر أداء فريضة الحج  مارا بالعديد من الحواضر الدينية والعلمية الجزائرية آنذاك مثل تلمسان وبجاية التي أسرته وأثرت في نفسيته بشكل كبير، وصولا إلى مكة المكرمة حيث التقى بالمتصوف والفقيه ومؤسس الطريقة القادرية عبد القادر الجيلاني، الذي أثر فيه كثيرا فرافقه إلى بغداد التي كانت في أوج ازدهارها ليقرر بعدها العودة إلى مدينته المفضّلة بجاية لنشر علومه ومعارفه، قبل أن يقرر وهو في آخر حياته التوجه إلى فلسطين للدفاع عن بيت المقدس ليعود بعدها إلى الجزائر حيث وافته المنية بمدينة تلمسان.