عاشت مدينة وهران أمس، على وقع حالة من الغليان جراء تداول أخبار اختفاء تمثال المخرج السينائي الفرنسي رينيه فوتييه الذي كان موضوعا بوسط الطريق البلدي لبلدية وهران بحي الحمري،وهو التمثال الذي اختفى منذ ليلة الأحد الماضي، مما فتح المجال أمام إشاعات حول تعرضه للسرقة من طرف الشبكة المعروفة بوهران بـ «تجار النحاس» وسط استهجان سكان المنطقة.

للوقوف على حقيقة الأمر، اتصلت «المساء» بمصالح مديرية الثقافة باعتبارها المسؤولة عن التمثال الذي كان قد دشنه وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي منذ 3 سنوات في إطار فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي. وأكد لنا مصدر من المديرية بأن مصالح هذه الأخيرة لا تملك معلومات عن القضية ولا تعرف بالمقابل مكان تواجد التمثال ما دفعنا للاتصال بمصدر أمني مسؤول الذي كشف لـ «المساء» بأن التمثال موجود لدى مصالح الشرطة القضائية التي قامت بالتحفظ عليه بعد أن قام شخص من جنسية إفريقية بتخريبه وإسقاطه من المكان الذي كان يتواجد به ليقوم بتحطيم أجزاء منه. وقد قامت مصالح الشرطة بتوقيف المتهم، الذي عرض على وكيل الجمهورية ليحال على محكمة وهران التي أصدرت حكما بعامين سجنا نافذا في حق المتهم. كما علمنا بأن مصالح الشرطة راسلت أمس، مديرية الثقافة لاستلام التمثال البرونزي الذي لم يكشف عن حجم الضرر الذي لحق به.

ويعد رينيه فوتييه مخرج فرنسي مناهض لسياسة الاستعمار وصديق للثورة الجزائرية ومهتم في مجالات ثورة التحرير الجزائرية وكانت أفلامه موجهة لمعالجة قضايا التحرر ومحاربة العبودية بتسليط الضوء على تحرر المرأة. وقد توفي فوتييه يوم 4 جانفي 2010 بفرنسا.