”صفية” إنتاج جديد للمسرح الوطني

خواطر مجروحة بآلة العولمـة

خواطر مجروحة بآلة العولمـة
  • القراءات: 716
مريم / ن  مريم / ن
نشّط بطلا مسرحية ”صفية” الفنانان إبراهيم شرقي، وفايزة أمل، أمس، بالمسرح الوطني ندوة صحفية تناولا فيها تفاصيل هذا العمل الجديد الذي سيعرض شرفيا مساء السبت القادم.تعالج المسرحية علاقة إنسانية بين رجل وامرأة جمعتهما وفرقتهما متاهات الحياة وتناقضاتها، كما تحمل في ذات الوقت نقدا مبطنا لوحشية ظاهرة العولمة التي قصفت بالقيم.
يؤدي الفنانان دور علاقة حب تجمع بين لمجد ومنّانة، تحمل في طياتها بذور فنائها والضحية الأولى فيها هي الحبيبة التي كانت متمسكة بحبها ووفيّة له لا تملك في ذلك أية أغراض أو حسابات ضيقة، عكس لمجد الذي ظل ”الرجل” الذي لا يلتفت كثيرا لمثل هذه الأشياء ويعتبرها سطحية وبالتالي يعتبر حبيبته مجرد امرأة عابرة في حياته، ومغامراته لذلك عندما وقع الاصطدام بينهما كان يواجهها بتبجح ”إيه هناك غيرك من النساء الكثير الكثير”، بينما كانت هي دوما ترتقي بالعلاقة وتضعها في ميزان القيم الإنسانية النبيلة والراقية، ليحتدم الصراع بعدها بين مّنانة ولمجد ومعه الصراع بين الخير والشر والغدر. يهرب لمجد ويخون بجبن ويعرف الكثير من النساء لكن حبيبته تبقى في وجدانه تؤنّبه  ليعيش بدوره الحسرة إلى أن يلتقيها صدفة في صحراء قاحلة لتتم المواجهة على المباشر. للإشارة فقد كتب نص المسرحية بطلها الرئيسي الفنان المحترف وابن المسرح الوطني الأستاذ إبراهيم شرقي، الذي أعتبر المسرح فعل دهشة دائمة وللفنان القدرة على حياكة المساحات من خلال الاتصال البصري والجمالي الذي يتجسد على الخشبة، كما أنه مركب نجاة يقرأ الواقع بكل ما فيه من متغيرات ومتناقضات. أشار شرقي في تعليقه على عنوان المسرحية التراجي كوميدية ”صفية” أنها رمز سام للصفاء والنبل سرعان ما تصطدم بمأساة الحبيبين التي يوقعها لمجد، أما الفنانة فايزة، فأكدت على أنها تحرص من خلال العرض على إيصال مشاعرها الوجدانية بصفاء للمتلقي كي تصله الرسالة واضحة مشحونة بالأمل والتفاؤل رغم المأساة.
رد شرقي على سؤال ”المساء” المتعلق بسر اختيار حبيبين لإبراز الصراع الجاري تحت مظلة العولمة، بأن ذلك كان أمرا مقصودا فالمسرح يثير القضايا ببعد إنساني غير مباشر وإلاّ أصبح ذلك مجرد جدال سياسي أو فلسفي، كما ثمّن مشاركة فايزة التي وصفها بالفنانة المثقفة. على هامش الموضوع تطرق شرقي، لمشواره المسرحي ولعروضه عبر كل نقاط الوطن بالقرى والمداشر، وعن تجربة عمله الفني والأكاديمي بالجزائر وبالخارج، ملحا على ضرورة محاربة الرداءة ومؤكدا لـ«المساء” ضرورة إعادة المسرح لبيت التلفزيون الوطني.