عقدت محافظة المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية "الصنعة" أمس بقصر رياس البحر، ندوة صحفية تناولت فيها تفاصيل الطبعة التاسعة التي ستنظم بقاعة ابن زيدون من 3 إلى 8 ديسمبر الجاري. وتشمل الفعاليات برنامجا مكثفا؛ فبالإضافة إلى السهرات الغنائية التي ستحييها الجمعيات الأندلسية، سيكون هناك مجال للتكريم والمحاضرات والمعارض. أكدت السيدة بوشطوط محافظة المهرجان، أن هذه الطبعة ستكون مميزة؛ إذ ستعرف زيادة في نسبة المشاركة؛ حيث انتقل عدد الجمعيات المشاركة من 8 إلى 12 جمعية، علما أن المشاركة سبقتها تصفيات (تمت لأول مرة على المنصة)، تكفلت بها لجنة تحكيم متخصصة جابت العديد من الولايات.  من جانبها، أكدت السيدة أكسوس من وزارة الثقافة، أن هذه الطبعة ستشهد منافسة أكبر بزيادة المشاركين، كما أن لجنة التنظيم السابقة غادرها عضوان عُوّضا بالفنان والباحث الكبير السيد سعودي وبالأستاذة مليكة سعادة. وستشهد كل سهرة مشاركة 3 جمعيات للمنافسة من أجل افتكاك الجوائز الثلاث الأولى.

وبالمناسبة، عبّرت السيدتان بوشطوط وأكسوس عن إعجابهما ببروز العنصر النسوي في الجمعيات وكذا العنصر الشاب؛ إذ إن الغالبية لا تتعدى سن العشرين؛ مما يبشر بمستقبل هذه الصنعة العريقة. أما بخصوص فن الصنعة فتمت الإشارة إلى أنه أكثر المدارس الأندلسية انتشارا عبر كامل التراب الوطني، بما في ذلك منطقة الجنوب التي بها مدرسة لتعليم الصنعة تقع بالأغواط. ومن ضمن الولايات الحاضرة في الطبعة مستغانم وبرج بوعريريج وتيارت وتيزي وزو وبجاية والبليدة وتيارت وغيرها. ويستحضر المهرجان ذكرى الراحل سيد أحمد سري صديق كل الطبعات والراعي المعنوي لها، وسيخصص له تكريما خاصا ورسميا في الطبعة القادمة. أما الحالية فسيكرّم فيها الراحل عبد القادر بلقايد، وهو من عمالقة العزف على الكمان في تاريخ الفن الجزائري، ورافق كل شيوخ الأندلسي والشعبي، وساهم في إرساء مدرسة عزف جزائرية.

كما سيكون المجال مفتوحا أمام العديد من المحاضرات التي ينشطها خبراء وباحثون تنظم يوميا، ومنها "الظاهرة الريتمية المميزة للانصراف" و«المصطلحات التقنية في موسيقى الأندلسي" و«كتابة النوتة".للإشارة، فإن حفل الافتتاح تحييه جمعية البشطارزية من القليعة الفائزة بالطبعة الماضية، وكذا مشاركة خاصة للفنانة نسيمة شعبان. وسيوزَّع قرص خاص بالشيخ بلقايد غير موجود بالسوق، كما ينظَّم معرض يعرض مسيرة 17 شيخا في الأندلسي وعرضٌ للآلات الموسيقية. أما حفل الاختتام فسيحييه الجوق النسوي للمجموعة الوطنية الجزائرية للموسيقى الأندلسية والفنان حميدو. ويبقى الهدف من المهرجان ترقية هذا التراث، والدفع به قدما نحو المستقبل، والاهتمام بجانبه الأكاديمي، كما تم تأكيد أن الطبعات الفارطة هي حاليا قيد الأرشفة.