انتشلت جثته بعد 48 ساعة من البحث بشاطئ بوهارون

تشييع جنازة "البطل" بلقاسم في جو حزين بمقبرة خميستي

تشييع جنازة "البطل" بلقاسم في جو حزين بمقبرة خميستي
تشييع جنازة "البطل" بلقاسم في جو حزين بمقبرة خميستي
  • القراءات: 1291
ق. و ق. و

شُيعت، ظهر أمس، جنازة "البطل" بلقاسم بمقبرة خميستي بتيبازة في أجواء تضامنية واسعة وحزينة وهو الذي ضحى بحياته غرقا من أجل إنقاذ شخصين آخرين، وذلك بعد ساعات قليلة من انتشال  جثته  من قبل عناصر الحماية المدنية الذين باشروا عملية بحث دامت 48 ساعة في ساحل بوهارون.

وأوضح الملازم الأول محمد ميشاليخ، مسؤول الإعلام بالولاية في تصريح لوكالة الأنباء، أن فرقة الغطاسين عثرت على جثة الشاب "البطل" بلقاسم، في حدود الساعة السادسة من صباح أمس بالشاطئ الصخري ببوهارون "السعيدية" الممنوع للسباحة بعد قرابة 48 ساعة من الأبحاث الواسعة، حيث تم وضعها على مستوى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى القليعة.

وقد أثارت كارثة الغرق التي وقعت يوم الجمعة الماضي موجة تعاطف وطنية واسعة حيال العمل البطولي الذي قام به الشاب المرحوم بلقاسم وهو في ريعان شبابه ومصاب بإعاقة على مستوى يده اليمنى.

وخيم الحزن على أرجاء مقبرة خميستي في جنازة حضرتها السلطات المدنية والعسكرية والأمنية ونواب الولاية بالبرلمان، بينما تنظمت مجموعات من الشباب لتوزيع الأقنعة الواقية للوقاية من جائحة كورونا وحث الناس على التباعد الاجتماعي بالتزامن مع ارتفاع أصوات مهللة ومكبرة تدعو لـ"شهيد الانسانية" مثلما وصفه أحد المشيعين بالرحمة.

وقال أحد أصدقائه بأن الراحل المنحدر من وسط اجتماعي بسيط، تربى وترعرع بين ميناء الصيد البحري ببوهارون وشواطئها الصخرية، "لم يكن يعلم ماذا كان يخبئ له القدر من صبيحة الجمعة الماضي، بينما كان رفقة مجموعة من أصدقائه يتمتعون بنسيم البحر في الغابة المطلة على شاطئ السعيدية عندما سمع صراخا منبعثا من البحر".

وقد سارع دون سابق إنذار، إلى شاطئ البحر، حيث استغرقت عملية إنقاذ الشخص الأول نحو 20 دقيقة ثم عاود الدخول مرة أخرى لإنقاذ الثاني، لكنه أصيب بإرهاق شديد خاصة أنه مصاب بشلل على مستوى يده اليمنى. لكن إصراره على مواصلة المغامرة، دفعه للدخول مجددا في صراع مع الأمواج العاتية لإنقاذ الشخص الثالث، لكن القدر شاء غير ذلك..

وتجندت يومها القوات البحرية وعناصر الحماية المدنية وجموع المتطوعين من بحارة وغطاسين في عملية أبحاث واسعة، تكللت في زوال نفس اليوم بالعثور على جثة الشاب الغريق الثالث الذي حاول البطل بلقاسم إنقاذه قبل أن يغرقا معا. وتواصلت الأبحاث الواسعة التي باشرتها القوات البحرية  مصالح الحماية  المتطوعين قبل أن يتم انتشال جثة الراحل بلقاسم في ساعة مبكرة من يوم أمس.