طاقم ”ناثان الحكيم” بالمسرح الوطني

تجسيد فني لمبدأ ”العيش معا في سلام”

تجسيد فني لمبدأ ”العيش معا في سلام”
  • القراءات: 799
مريم .ن مريم .ن

نشط طاقم مسرحية ”ناثان الحكيم” التابع لجمعية ”الصداقة بين الديانات” لمدينة إيستر الفرنسية أمس، بالمسرح الوطني ندوة صحفية، قدم فيها تفاصيل العرض ليومي 14 و15 فيفري القادم، حيث اختارت الفرقة أن تثمّن فكرة ”العيش معا في سلام” في عملها الفني الرائد الذي رأى النور بفضل قنصل الجزائر بمدينة مارسيليا، وتؤكّد أنّ هذا المبدأ الإنساني السامي طريق سريع ووحيد كي تنعم المجتمعات بالهناء والحرية بعيدا عن التعصّب والنزاعات التي أصبحت مشهدا قارا في عصرنا.

بادرت بهذا العرض الوكالة المتوسطية لتنظيم التظاهرات والسياحة الثقافية بالاشتراك مع المسرح الوطني، أما العرض فاقتبسه وأخرجه عن مسرحية للفيلسوف الألماني غوتهوك إفرايم ليسنغ (1779)، برتران كازماريك، أما الممثلون فهم من معتقدات دينية مختلفة، على غرار جمال بدرة رئيس مسجد ”الرحمة” الذي يقوم بدور الصوفي، والسيد جان فرانسوا نووال، كاهن كنيسة استر، الذي يلعب دور المحقق الكبير.

وأشار المخرج برتران إلى أنّ فكرة إحياء هذه المسرحية جاءت بفضل أعضاء فرقة ”الصداقة بين الأديان”، للتأكيد على أنّه رغم اختلاف الأديان، تبقى العلاقات الإنسانية قائمة بفضل قبول الاختلاف مع الآخر، مشيرا إلى أنّ العرض يعطي المثل الحي لهذا التعايش، فالممثلون من أديان مختلفة ورغم ذلك فهم أصدقاء في حياتهم اليومية العادية ويتبادلون الزيارات، كما أنّ التزامهم الديني ـ بعضهم يؤدي صلواته خلال التدريبات - يعطي اقتناعا أكثر بالفكرة، وفي جانب التدين، قال المخرج إنّ الدين أمر مهم في حياة المجتمعات وفي بناء روحها ووجدانها، ومن يرى إبعاد الأديان عن الحياة كي لا تسبب المشاكل يحتاج لإعادة قراءة مواقفه، وكذلك الحال بالنسبة للمتعصبين الذين يقول كلّ واحد فيهم ”ديني الأحسن” حيث الرأي الواحد المنغلق يودي إلى المشاكل.

أما الممثل جمال بدرة (في دور الدرويش) فقال إنّ العرض يدخل في إطار الوعي ضدّ التطرّف بجميع أشكاله، وهو تجسيد عملي للحوار بين الأديان. وأضاف أنّه في حياته المهنية يمثّل مسجد باريس بالجنوب الشرقي لفرنسا وهو أيضا عضو بجمعية ”دين ـ مسجد”، واجتهد لتبيان موقف الإسلام السمح المبني على القيم الإنسانية، كما أشار إلى أنّ الحوار في هذا العرض مبني على الخطاب الإنساني الجامع وليس على الجدال العقائدي، ما يفتح آفاقا مهمة للتسامح والاقتناع.

من جانبه، أشار السيد إبراهيم جلواجي مدير الوكالة المتوسطية لتنظيم التظاهرات والسياحة الثقافية ”ميد للأسفار” إلى الاتصال بالفنان القدير سيد أحمد أقومي لرعاية هذا العرض بالجزائر فوافق وسيكون حاضرا مساء يوم 14 فيفري، كما سيتم في نفس اليوم استضافة ريشارد مارتان مدير مسرح مارسيليا. يشارك في العرض أيضا جان فرنسوا نوبل قس كنيسة إستر في دور المحقق وكذا الممثلة الجزائرية موني ناجي. وستستفيد الفرقة من خرجات سياحية لبعض مناطق الوطن منها جامع كتشاوة والسيدة الإفريقية بالعاصمة وتيبحيريين بالمدية وزاوية الهامل ومتحف دينيه ببوسعادة.