وأدى عناصر الفريق الوطني مهمتهم بنجاح، بعد أن دخلوا في المقابلة منذ صافرة البداية بطريقة لعب مدروسة، استخلصها الناخب الوطني مجيد بوقرة من خطة لعب النيجريين. واندفع "الخضر" إلى الهجوم بكل قوة، تارة بواسطة الظهيرين لعوافي على الجهة اليسرى وبلخيثر على الجناح الأيمن وفي أحيان أخرى باستعمال الكرات العرضية والطويلة باتجاه عمق دفاع الفريق النيجري. ولم يغفل رفقاء محيوص ضمن هذه الخطة تفعيل نقطة قوتهم التي قهرت منافسيهم السابقين، ألا وهي الكرات الثابتة، والتي جاء بها الهدف الأول الذي سجله القائد عبد اللاوي ، بعد تنفيذ مزيان ركنية على الجهة اليمنى للحارس النيجري ماحمادو طانجا في الدقيقة 15 .

وزاد المنتخب الوطني من ضغطه ومعه انفجار الخط الأمامي الذي رفع الغلّة الجزائرية، بتوقيع أمين محيوص هدفا ثانيا في الدقيقة 23، بقذفة قوية على مشارف منطقة العمليات، بعد تمريرة متقنة من زميله دراوي. وعاد محيوص ليسجل الهدف الثالث والثاني له في المقابلة برأسية في الدقيقة 34، بعد مخالفة جانبية مباشرة من المدافع الأيسر لعوافي .  ولم يهدأ شغف “الخضر” بالشباك النيجرية، إلا بعد أن تم هزها للمرة الرابعة في الدقيقة 45 من الشوط الاول بواسطة المدافع النيجري هاينكوي إثر ركنية نفذها المدافع الأيمن بلخيثر على الجهة اليسرى للمرمى النيجري، ضمن عاشر ركنية للمنتخب الوطني خلال الشوط الأول. وسلم المنتخب النيجري من هزيمة ثقيلة خلال المرحلة الأولى بالنظر إلى السيطرة المطلقة للمنتخب الوطني على مجريات اللعب دفاعا وهجوما، وحتى منطقة الوسط التي سيطر عليها وكانت بمثابة نقطة ارتكاز لانطلاق الهجمات الجزائرية المتكررة، التي كادت أن تكون أهدافا مؤكدة ضاعت في الدقائق 11 و14 و21 من محيوص، والدقيقة 18 من دراوي والدقيقة 22 من بلخيثر والدقائق، 35 و38 و44 من لعوافي. ولم تتغير الأمور في الشوط الثاني، حيث ظلت السيطرة جزائرية، أكدتها رغبة أشبال بوقرة في تسجيل المزيد من الأهداف، فضلا عن العروض الكروية، فلاحت فرصتان ضيعهما لعوافي في الدقيقة 50 ومزيان في الدقيقة 66، ليتراجع بعدها نسق المباراة، رغم محاولة المدرب الوطني مجيد بوقرة إنعاشه بإقحامه أربعة بدلاء دفعة واحدة في الدقيقة 69، وهم الطاهر وبايزيد وغزالة وباعوش، خلفا لبلعيد ولعوافي ومحيوص وقندوسي. وتمكن البديل، بايزيد من تسجيل الهدف الخامس للفريق الوطني في الدقيقة 83 بعد لعبة ثلاثية بينه وزميليه بلخثير ومريزيق.

وعكس الشوط الأول الذي غاب فيه تماما، حاول منتخب النيجر الانتفاض خلال المرحلة الثانية صنع خلالها فرصتين خطيرتين، أبطل مفعولهما الحارس شعال ببراعة في الدقيقة 55 بعد رأسية باداماسي، والدقيقة 63 بعد قذفة أرضية من اوسكانا .وضمن الفريق الوطني بفضل هذه النتيجة العريضة بطاقة تواجده في المباراة النهائية لـ"الشان”، لأول مرة في تاريخ كرة القدم الجزائرية، ومشاركاتها في المنافسات الإفريقية، ويضرب موعدا لمخاطبة الكأس الإفريقية يوم السبت القادم، على ملعب "نيلسون مانديلا" بالعاصمة بداية من الساعة الثامنة والنصف ليلا . وخلال الندوة الصحفية التي نشطها عقب المباراة، أثنى مدرب المنتخب الوطني للمحليين، مجيد بوقرة، على أداء أشباله، وأكد قدرة اللاعب المحلي على تحقيق نتائج مشرفة، مشيدا بالدعم الذي حظي به شخصيا والمنتخب عامة من قبل الناخب الوطني جمال بلماضي، حيث قال لن أنسى فضل بلماضي علي وعلى منتخب المحليين.