رسميون ومواطنون في مراسم الجنازة

التسامح والصداقة والسلام يودّعون تيسي

التسامح والصداقة والسلام يودّعون تيسي
  • القراءات: 581
س. س س. س

انطلقت، صباح أمس، بكاتيدرائية السيدة الإفريقية بالجزائر العاصمة، مراسم الحفل الجنائزي لأسقف الجزائر السابق هنري تيسيي، الذي توفي يوم الثلاثاء الماضي وذلك بحضور مواطنين من ديانات مختلفة ورجال دين ومسؤولون قدموا لإلقاء النظرة الأخيرة على الراحل.

ومنذ الساعة التاسعة صباحا، توافد عدد غفير من المواطنين الجزائريين والفرنسيين وآخرين للترحم على جثمان الراحل والتعبير عن تعاطفهم العميق وتمسكهم بقيم الصداقة والعيش معا والتي لطالما دافع عنها رجل الدين الفرنسي-الجزائري دون هوادة. في هذا الاطار، أدلى الحاضرون بشهادات إجلال للراحل، وُثقت في السجل الذهبي المخصص لهذا الشأن، حيث عبروا جميعهم عن ارتباطهم برسائل الحب والسلام والمسامحة التي كان يدعو إليها أسقف الجزائر السابق. ونظم فيما بعد تأبين رسمي للراحل هنري تيسيي داخل الكاتدرائية، بحضور ممثلين عن وزيري الشؤون الخارجية والشؤون الدينية الجزائريين والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، لاسيما سفير فرنسا وعائلة الفقيد، فضلا عن ممثلين عن الكنيسة من بينهم ممثلين عن الفاتيكان.

وكان جثمان أسقف الجزائر السابق المتوفي بمدينة ليون الفرنسية عن عمر ناهز 91 سنة، قد وصل منتصف نهار أول أمس إلى مطار هواري بومدين الدولي. كما نظم يوم الأحد السابق قداس جنائزي بكاتيدرائية سانت-جان-بابتيست بمدينة ليون لتكريم الراحل، حيث أكد خلاله سفير الجزائر بفرنسا محمد عنتر داود أن القس هنري تيسيي كان متشبعا "بالمسيحية السمحة والانسانية"، مضيفا أنه كان متواضعا ومحبا ورمزا للتعايش. وكان هنري تيسيه، الذي يعد أحد أتباع النوميدي العالمي القديس أوغوستين وفكره "نذيرًا للعيش معًا"، كما اختار "الانغماس التام في المجتمع الجزائري وتقاسم نفس المصير معه خلال السنوات الأولى لاستقلاله".