منتدى الفكر الثقافي الإسلامي في جلسته الثالثة
الإصلاح والتجديد لردع التخلّف والاستعمار

- 690

خصص منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، جلسته الثالثة المنعقدة أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا، لمحور "العقل والتجديد في الخطاب الديني عند الإصلاحيين الجزائريين"، تناول ظاهرة التجديد لنهج الإصلاح والنهوض من بؤر التخلّف والتبعية.
افتتح الدكتور عمار طالبي، الجلسة بمحاضرة تناولت إشكالية "التجديد من خلال فكر الطاهر بن عاشور وتفسير ابن باديس"، مع توقف عند فكر رائد الإصلاح في تونس، الشيخ خير الدين التونسي، "1867" الذي أكد بشأنه أنه سبق رفاعة الطهطاوي في بلاد المشرق العربي، كونه أول من نادى بالإصلاح السياسي والثقافي وبالديمقراطية والبرلمان، متأثرا في ذلك بالأفكار التي سادت آنذاك في فرنسا وقبلها بألمانيا وإيطاليا التي زارها وأقام فيها. كما عمل في تونس على إنشاء المؤسسات العلمية والمعاهد، وكان سفيرا في عدة دول غربية ليكتب مؤلفه الهام "المسالك في معرفة أهل الممالك" ضمنه آليات النهضة ومواجهة التخلّف والاستعمار.
وأشار المحاضر بخصوص الشيخ محمد عبده، إلى أن زيارته للجزائر وكتاباته في "العروة الوثقى" والتي ساهمت في زرع الوعي الإسلامي، مشيرا في ذلك إلى تفاصيل عن زيارته للجزائر العاصمة والتقائه بأكبر علمائها الإصلاحيين ومن بينهم عبد الحليم بن سماية، وبلخوجة وأحمد لكحل، قبل أن يسهب في الحديث عن الطاهر بن عاشور، والشيخ ابن باديس ومعه الشيخ بن نخلي الذي لقن ابن باديس أسس النقد ثم محمد سفر، الذي علم رائد الإصلاح في الجزائر التاريخ ونفخ فيه الوطنية، وكذلك الحديث عن اتحاد طلبة شمال إفريقيا التي نشطت في تونس والجزائر وفرنسا، ومنع نشاطها بالمغرب تجنبا لخطابها التحرري المناهض للاستعمار والعبودية.
وألقى الدكتور عبد الحفيظ بورديم، من جامعة تلمسان محاضرة تناولت "ضوابط العقل في تجديد الخطاب ومظاهره"، أكد من خلالها أن التجديد في الجزائر انطلق من مناهج التعليم وارتبط بقضايا الراهن، وتجلى من خلال المؤسسات ذات المشروع والاستراتيجية كما هو الحال عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مع تجاوز التقليد في التراث والتقليد الأعمى للغرب، وثمّن المتدخل حرية النّقد والرأي عند الإصلاحيين الجزائريين التي انتشرت في العالم الإسلامي. وقدم مصطفى كيحل، من جامعة سكيكدة، من جهته مداخلة بعنوان "العقلانية والتجديد في الفكر الإصلاحي الجزائري" ركز فيها على الجانب المعرفي والعقدي والسياسي، مشيرا إلى أن المجتمعات تتطور وتتجدد وأن العقلانية الإصلاحية لها آلياتها المنهجية المختلفة.