شب، ليلة الأحد إلى الإثنين، حريق مهول بوسط مدينة قسنطينة، كاد يؤدي إلى كارثة حقيقية لولا تدخل مصالح الحماية المدنية في الوقت المناسب، حيث التهمت ألسنة اللهب 39 محلا تجاريا بشارع أول نوفمبر 54 أو ما يُعرف عند العامة برحبة الجمال، التي تشتهر بمحلاتها التجارية الصغيرة والضيقة.

واندلع الحريق في حدود الساعة التاسعة وعشرين دقيقة قبيل أذان العشاء بدقائق معدودة، حيث انتشرت ألسنت اللهب بسرعة داخل بناية تتكون من طابق تحت أرضي، إضافة إلى طابق أرضي وطابقين آخرين، وهي عبارة عن مركز تجاري يضم محلات لبيع الملابس الجاهزة والهواتف النقالة ولوازمها ومواد التجميل بشارع أول نوفمبر بالمكان المسمى رحبة الجمال.

وخلّف الحريق إضافة إلى احتراق المحلات سابقة الذكر، إصابة شخص يبلغ من العمر 88 سنة كان في حالة صدمة، أُسعف في عين المكان، ثم نُقل من طرف أعوان الحماية المدنية إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس بقسنطينة.

ونجح أعوان الحماية المدنية في إخماد ألسنة اللهب بعد ساعات من العمل المتواصل، حيث تم تسخير وسائل مادية وبشرية معتبرة، على رأسها تسع شاحنات إطفاء، ثلاث سيارات إسعاف وسيارتان من أجل الاتصال. كما تم تسخير أكثر من 60 عنصرا من الحماية المدنية، منهم سبعة ضباط وأربع ضباط صف و50 عونا.

ومكّن تدخل أعوان الحماية المدنية في الوقت المناسب من إنقاذ المسرح الجهوي بقسنطينة وقاعة سينما الروايال (مغلقة)، كما تم إنقاذ وحماية 84 محلا بالمركز التجاري و16 محلا بالبناية المقابلة، لتبقى عملية الحراسة متواصلة إلى حد كتابة هذه الأسطر. 

من جهتها فتحت مصالح الأمن تحقيقا في الحادث للاطلاع على الأسباب الحقيقية لهذا الحريق الذي أحدث هلعا كبيرا لدى السكان بوسط مدينة قسنطينة.