الدوكالي وزياد غرسة ضيفا حفل "جوهرة" الليلة بدار الأوبيرا

إمتاع الجمهور الجزائري بروائع الزمن الجميل

إمتاع الجمهور الجزائري بروائع الزمن الجميل
  • القراءات: 2514
مريم .ن مريم .ن

نشط الفنانان الكبيران عبد الوهاب الدوكالي وزياد غرسة أمس، ندوة صحفية بفندق الأوراسي أعطيا فيها تفاصيل مشاركتهما في حفل اختتام "أسبوع جوهرة .. لمسات نسائية" الذي سيقام اليوم على السابعة مساء بدار الأوبرا ومن تنظيم الجمعية الثقافية "الهاشمي قروابي"، وكان اللقاء أيضا مناسبة للحديث عن مسار الفنانين وكذا نظرتهما لراهن الأغنية العربية عموما.

في كلمتها الترحيبية، أشارت السيدة شهيرة قروابي رئيسة الجمعية الثقافية "الهاشمي قروابي" إلى أن الفن هو جسر للمحبة بين الشعوب المغاربية وهو إصلاح لما اقترفته السياسة، وبالتالي يتم الحرص في كل مرة على استضافة قامات لامعة من مغربنا العربي الكبير بالجزائر.

من جهته، ثمّن الفنان الكبير الدوكالي هذا الطرح على اعتبار أن الفن جامع للشعوب، كما عبّر عن سعادته بهذه المشاركة في حفل يجمعه بأسماء كبيرة ومع تلاميذ الراحل قروابي. أما الفنان زياد غرسة فاعتبر الدعوة بمثابة التكريم لفنه، وأشار إلى أن الفن لا يموت والدليل على ذلك حضور أعمال الراحل قروابي، وقال إنه أتى من تونس محملا بعناقيد مشموم الفل ليفوح بعطره في أوبيرا الجزائر التي سيغني فيها لأول مرة.

بعدها أثير نقاش واسع يخص راهن الفن المغاربي والعربي عموما، حيث رد الدوكالي على سؤال "المساء" المتعلق بواقع الفن العربي وعن المهرجانات المقامة هنا وهناك والتي لا توفر ـ حسبه - فضاء للتواصل بين الفنانين المشاركين، كما كان في السابق إذ كل فنان يأتي ليؤدي ما عليه من برنامج ويعود أدراجه.. كما ثمّن التعاون الفني بين المشرق والمغرب، علما أنه لحن للكثير من الفنانين المشارقة الذين دقوا بابه، ثم توقف بذكرياته مع الراحل قروابي الذي عمل معه في عدة حفلات.

وأشار ردا على سؤال "المساء" المتعلق بالمستوى المتدني الذي وصلت إليه الأغنية العربية، إلى أن زمن الفن الجميل صنعه العمالقة الذين تركوا بصماتهم، إضافة إلى وجود لجنة قراءة النصوص (صارمة)  مهمتها مراقبة جودة الأعمال من طرف صفوة الفنانين والملحنين والشعراء، لذلك سادت الأغنية الهادفة بالكلمة واللحن الذي كان يقدم للجنة مكتوبا بالنوتة، أما الآن فرياح الغرب والشرق عصفت بكل ذلك وفرضت وسائل الإعلام كلمتها وأصبح تقليد الغرب هو السمة السائدة، وتحولت الأغنية إلى سلعة في سوق التجارة بنسبة 90 بالمائة.

أما زياد غرسة، فتحدث لـ"المساء" عن مكانة الأغنية المغاربية التي لا تفقد مع الزمن بريقها، مؤكدا على أن مدرسته الأولى كانت مع طاهر غرسة ومع الراشدية وعلى المالوف الذي هو تراث مغاربي مشترك، واستحضر بالمناسبة أول ظهور له على ركح مهرجان قرطاج من خلال عمل مغاربي جمعه مع سليم الفرقاني من الجزائر ومجذوب محمد من المغرب. كما استعرض تجربته مع الملحن الكبير نوبلي فاضل من خلال أغنية "رحال" التي سيقدمها في سهرة الليلة، إضافة إلى أغنية للراحل قروابي، وكذا "وصلة المدينة" بتلحين مغاربي. وذكر غرسة أيضا أنه سيسجل الشهر الداخل أغنيتين لنوبلي فاضل، كما تحدث عن "عرس الطبوع" وهو فضاء فني شهري يقدم بتونس بمشاركة الفرقة الوطنية ويدعى فيها فنانو المغرب العربي كان آخرهم فنان المالوف القسنطيني عباس ريغي.

قال غرسة إنه يرفض أن يغني الطابع المشرقي في المهرجانات، علما أنه يتقنه خلال غنائه في جلسات خاصة لكنه في المقابل يؤدي الفن المغاربي حيثما حل حتى بالأوبيرا المصرية، كما أشار أن مستوى الأغنية تدنى في الألفاظ والمعاني وتراكيب الجمل اللحنية وأصبحت الشهرة مطلبا سريعا لا يعكس الجهد والموهبة.