انطلقت أمس، بفيلا سوزوني بالمدنية، عملية تصوير فيلم "العربي بن مهيدي" للمخرج بشير درايس، بحضور أربعة وزراء والسيد والي العاصمة وبعض المجاهدين وأبناء الشهداء.
وفي كلمته الترحيبية أشار المخرج إلى أن هذا العمل تطلب أربع سنوات من البحث والتدقيق في تاريخ الشهيد بن مهيدي، وبعض رفقائه، وقد تمت الاستعانة بداية بعائلة الشهيد وعلى رأسها السيدة ظريفة بن مهيدي، وزوجها الراحل عبد الكريم حساني، وكذا رفقاء الشهيد منهم محمد حجار وابراهيم شرقي ولافالات وغيرهم.
وأكد المخرج أن بعض الأماكن التي عاش بها الشهيد كبسكرة القديمة اندثرت وبالتالي كان لابد من إعادة بنائها بالمدينة الفنية بتونس، بمشاركة السيدة درة بوشوشة، مديرة مهرجان قرطاج السينمائي، أما السيناريو فكتبه مراد بربون، وترجمه إلى العربية الفنان سليمان بن عيسى.
 بعد تقديمه لطاقم الفيلم، أكد المخرج درايس، أن الكاستينغ شارك فيه أربعة آلاف شاب اختير منهم 150 في العمل وهم من مختلف مناطق الوطن وغيرها، علما أن الشاب خالد بن عيسى، هو من أدى دور بن مهيدي وقد حضر بيدين مكبلتين.
توالت بعدها تدخلات الحضور منهم المجاهدة آني ستينار، التي عبّرت عن الرعب الذي يمثله هذا المكان في ذاكرة أبناء جيلها.
من جهتها أشارت السيدة نادية لعبيدي، وزيرة الثقافة أن هذه الفيلا شهدت استشهاد أبناء الجزائر لذلك حضر اليوم رفقاؤهم وأبناؤهم متوقفة عند ابتسامة بن مهيدي، التي قهرت الأعداء وقوّت عزيمة الأجيال، أما السيد الطيب زيتوني، وزير المجاهدين، فاعتبر بن مهيدي، شهيد الشعب ورمزه وهو يحمل دلالة خاصة  معلنا عن تنسيق حكومي يجري بين مختلف الوزارات لتعزيز وتفعيل الذاكرة بين الأجيال في عدة قطاعات وعبر كامل التراب الوطني.
وزير الاتصال حميد قرين، ركز من جهته على صورة الشهيد في آخر ظهور له قبل استشهاده والتي بقيت راسخة بابتسامة الفيلسوف والزعيم الذي كان يرى ما لا يراه جلّادوه.
من جهتها عبّرت وزيرة التضامن الوطني عن سعادتها بهذا الحدث التاريخي السينمائي باعتبارها ابنة الاستقلال وابنة مناضل رافق الشهيد بن مهيدي.بالمناسبة تم عرض لقطة من الفيلم متعلقة بليلة اغتيال الشهيد وهو وحيد في زنزانته يناجي ربه ورفقاءه من الشهداء والمناضلين امتدت لـ30 ثانية.
تفاصيل تقنية قدمها المخرج بالمناسبة نوه فيها بالخبرة الجزائرية المتمثلة في ما يقارب الـ100 تقني.