الرابطة الجزائرية للفكر والأدب في لقاء بقصر الثقافة

إشراك الطاقات الفكرية في تجسيد التوازن الاجتماعي

إشراك الطاقات الفكرية في تجسيد التوازن الاجتماعي
  • القراءات: 759
مريم. ن مريم. ن

فتحت الرابطة الجزائرية للفكر والأدب في لقاء نظمته أمس بقصر الثقافة نقاشا موسعا للوصول إلى سياسة ثقافية وطنية شاملة، مبنية على الحوار والتشاور والثوابت الوطنية وواضحة المفاهيم قصد سد الطريق أمام أي صدام فكري وأية قطيعة بين المجتمع والسلطة. وفي هذا الإطار، تم اقتراح فضاء يتسع لكل الطاقات الوطنية قصد استغلالها في إثراء الحوار وتقديم الحلول والاقتراحات المناسبة في كافة مناحي الحياة. ووفقا لقوانين الجمهورية، فإن هذه الرابطة هي بمثابة فضاء لجمع المفكرين والمثقفين ورجال العلم والمبدعين في شتى الميادين والاختصاصات عبر الوطن وخارجه، ليكونوا بفضل مساهماتهم قوة اقتراح ومبادرة وطاقة فكرية ديناميكية تدفع بالبلاد نحو الأفضل .

في كلمته الترحيبية، أشار ممثل الرابطة الدكتور مصطفى بيطام (مدير متحف المجاهد) إلى أن اللقاء هو مساهمة لجمع النخبة وتفعيلها بعيدا عن التسييس، إذ أن الاعتماد الأول يكون على الأفكار والرؤى. بالمناسبة، تم استعراض تجربة الرابطة ومختلف هياكلها طيلة 26 سنة من النشاط، علما أنها تبقى منارة لكل الجزائريين دون استثناء. وأشار المتدخل أيضا إلى تركة الاستعمار الثقيلة بالجزائر، مما سبب غربة فكرية وثقافية تتطلب المواجهة والاجتهاد حتى تكون في مستوى عظمة الأمة الجزائرية. من جهة أخرى، أوضح المتدخل أن لقاء اليوم يدخل في إطار سلسلة لقاءات دورية تهدف إلى التأسيس لعملية جرد شاملة لكل ما له علاقة بالفكر والثقافة وإشراك كل الجزائريين في العملية.

كما تمت الإشارة إلى الامكانيات الضخمة والوسائل التي توفرها الدولة للثقافة وأهلها حتى يكونوا جدارا منيعا لحمايتها، ورغم كل ذلك لا زال يسجل غياب المثقف عن الساحة وانسحابه منها في حين كان المفروض أن يساهم كل من موقعه. أكد الدكتور بيطام أن عملية الجرد والإحصاء، ستكشف عن كل المثقفين والاطارات كي يشاركوا في التأسيس لإقلاع ثقافي قوي خاصة في زمن انقلبت فيه الموازين وسادت الأزمة الأخلاقية وضاعت الكثير من قيمنا الحضارية الجميلة التي هي ركن كل بناء. يعتبر هؤلاء المثقفون والإطارات همزة وصل بين السلطة والمجتمع مما يضمن التواصل والحوار وغرس روح الأمل والتسامح.

بدوره ألح الأستاذ روينة اسماعيل على ضرورة تكريس ثقافة الدولة الجزائرية ذات السيادة ، داعيا إلى إعادة ترميم هذه الثقافة وتعزيزها أكثر. أما القانوني المعروف بقطيوة (قاضي مسؤول بوزارة العدل لمدة 30 سنة والمساهم في وضع وثائق الهوية الوطنية بعد الاستقلال) فوقف عند الاضطراب الذي أصاب المفاهيم عندنا وكذا النقص الذي أصاب التعددية الفكرية. تدخل بالمناسبة الكثير من الاطارات منهم أحمد بن محفوظ الذي أشار إلى أن الجزائر اليوم بحاجة إلى ثورة ثقافية. وخلص المتدخلون إلى وجوب استحداث هيئة وطنية رسمية تحدد المفاهيم كي يحدث انسجام بين المجتمع والسلطة وهنا علق أحدهم بالقول "إذا اتفقنا في المفهوم فلا مشادة في اللفظ".