المخرج رشيد بوشارب في ندوة صحفية:
"إخواننا".. فيلم ضد النسيان

- 698

أكد المخرج رشيد بوشارب، إمكانية إنجاز أكثر من فيلم حول مقتل المهاجرين الجزائريين "مليك أوسكين" و"عبدال بن يحي" على يد الشرطة الفرنسية، مضيفا أنّه قرر رفقة كوثر عظيمي تناول أحداث هذا هذه الواقعة التي جرت في فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أيام، في فيلمه "إخواننا".
عقد طاقم فيلم "إخواننا"، أمس، ندوة صحفية بنادي "فرانس فانون" برياض الفتح، بالعاصمة، على هامش مشاركته في مهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم، قال خلالها مخرج الفيلم رشيد بوشارب، إنه لم يشأ أن يتابع حيثيات القضية بحذافيرها إلى غاية صدور الحكم المتعلّق بمقتل الشابين مليك وعبدال، لأنّه اختار رفقة الكاتبة كوثر عظيمي أن يكون فيلمه محدّدا بأحداث وقعت فقط خلال ثلاثة أيام من هذه الجريمة، داعيا في السياق نفسه، المخرجين إلى إنجاز أفلام أخرى حول هذا الموضوع . وتابع بوشارب أنّه لم يرد أن يكون الفيلم طويلا ويفوق عرضه أربع ساعات، ولهذا لم يتناول عديد القضايا المتعلقة بهذه المسألة، مثل تدخل المحامي "جاك فرجيس" وصدور أحكام القضاء بعد أربع سنوات من مقتل الشابين. وأضاف أنه فضل تسليط الضوء على بعض الأحداث مثل انتظار عائلتي بوسكين وبن يحي عودة ابنيهما، ومظاهرات الطلبة ضدّ مقترح قانون حكومي وكذا مقتل الشابين على يد الشرطة الفرنسية، مشيرا إلى استعماله في الفيلم لـ20 في المائة من العامية الجزائرية.
وفي ردّه على سؤال "المساء" حول ردة فعل اليمين المتطرّف على أحداث فيلم "إخواننا"، قال بوشارب إنّ الفيلم خرج منذ يومين إلى قاعات السينما ولم يخلّف لحدّ اللحظة ردة فعل من طرف اليمين المتطرف الذي يعرف انتشارا كبيرا في فرنسا، عكس المظاهرات الني نظمها هذا التيار بعد عرض فيلمه "الخارجون عن القانون". أما الممثل رضا كاتب الذي شارك في الفيلم فقد رد على سؤال "المساء" بالتأكيد على قوّة الفيلم باعتماده على الأرشيف، وبالتالي صعوبة التنديد بأحداثه من طرف هذا التيار، رغم أنه كشف عن استغرابه لهذا الصمت، خاصة وأنّ الفيلم يتناول قضية المهاجرين وتجاوزات الشرطة. بدوره، قال الفنان سمير قسمي، إنه لم يجد صعوبة في تقمّص دور والد "عبدال" لأنّه يشبه والده.. "ذلك الرجل الذي ولد في الثلاثينات من القرن الماضي وعاش فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر وكان شاهدا على قمع مظاهرات 1961 بباريس، كما كانت تظهر عليه بعض من الهشاشة لأنّ لغته الفرنسية غير محكمة، وفي نفس الوقت هو إنسان مستقيم وأمين".
أما لينا خودري، فقد مثلت دور سارة أخت مليك، وقالت إنّ هذا الفيلم هو عمل فني من أجل محاربة النسيان. في هذا السياق تدخل بوشارب وأثار بأسف نسيان الصحافة والرأي العام لقضية مقتل مليك وعبدال ليأتي هذا الفيلم ويسجّلهما في التاريخ، وأضاف أنّه تواصل مع سارة في الواقع وأخبرته عن علاقتها في فترة مقتل أخيها، بشرطي، إلاّ أنّها انتهت لأنّها لم تستطع أن تتقبل مقتل أخاها على يدي شرطي . للإشارة، يعرض فيلم "إخواننا" بداية من اليوم الأحد، في 10 قاعات جزائرية، وذلك ضمن مساعي الترويج له، خاصة وأنّه مرشح الجزائر لمسابقة "الأوسكار" في فئة الفيلم الأجنبي.