توّجت بجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية

أعمال تعكس الكفاح من أجل البقاء

أعمال تعكس الكفاح من أجل البقاء
  • القراءات: 549
س. ن س. ن

تعكس الأعمال المتوّجة في الطبعة الأولى لجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، والمتمثلة في رواية رشيد بوخروب، والمقال الأنثروبولوجي لعلي حجاز، جزءًا من تاريخ شعب يكافح من أجل البقاء.

تحكي رواية رشيد بوخروب، سميثاس عكن إيونيهوا (سمّه كما تشاء) الحائزة على الجائزة الأولى في فئة الأدب، حياة القرية في سبعينيات القرن الماضي ونصيبها من الحرمان والشتات، حيث يحاول هذا المؤلّف (234 صفحة) تسليط الضوء على حياة الشباب في ذلك الوقت ومعاناتهم صعوبات الحياة ومغريات المنفى، فمنهم من استسلم وهاجر ومنهم من قرّر البقاء ليعيشوا عواطفهم وآلامهم وأفراحهم. فمن خلال الشخصيتين الرئيسيتين في الرواية أرزقي وبشير، يسلّط المؤلف الضوء على المعاناة التي عاشها هذا الشاب الذي إن غادر أصبح أجنبيا أما إن بقي فسيظل يعاني، حسب ما صرح به الكاتب المتحصّل على جائزة آسيا جبار، في طبعتها الأولى عن روايته عروس الخيزران لوكالة الأنباء الجزائرية. وأشار الكتاب إلى أنّ معظم عناصر حبكة هذه الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية معيشة أو سمعت عنها في محيطي العائلي، أو من عند القرويين كما أنها تعكس معاناتهم في كثير من الأحيان.

وأردف بالقول إنّها أيضا قصة كفاح عنيد من طرف هؤلاء الأشخاص سواء ممن غادروا أم بقوا ليؤثّروا على مصيرهم وضمان بقائهم وبقاء عائلاتهم مقابل الكثير من المعاناة والتضحية. أما المقال الأنثروبولوجي زيبرا وديقار إيوا أمزروي س شفاوثندا مخلوف للباحث علي حجاز، الحائز على الجائزة الثانية في فئة البحث في التراث الثقافي الأمازيغي غير المادي (التي لم تُمنح الجائزة الأولى فيها)، فيتناول من جانبه تاريخ منطقة آث جناذ الواقعة شرق تيزي وزو. وبني المقال من حكايات رجل عجوز من المنطقة مخلوف أوبيزار، الذي يعدّ حسب ما أكدّه السيد حجاز ذكرى حية للحكايات المتوارثة من جيل إلى جيل من خلال القصص والقصائد التي تمجّد السلالات الحاكمة أو تؤرّخ لمختلف الأحداث التي وقعت. وقال عالم الأنثروبولوجيا، إنّ هذه القصص التي تشكّل العمود الفقري للعمل قد دُعِّمت بعمل بحثي باستخدام وسائل أخرى لتحديد هويات الأماكن والشخصيات، مؤكّدا أنّ هذا المقال الذي يعدّ خامس مقال ضمن مجموعة مؤلفات تعنى بنفس الموضوع  هو استمرار لتقفي آثار الأجداد، مشدّدا على أهمية الكشف والحفاظ على هذا التراث الذي يعتبر دليلا على ما قدّمه أجدادنا للبشرية.