المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي

أزياء صامدة لأجيال خالدة.. لذاكرة حية

أزياء صامدة لأجيال خالدة.. لذاكرة حية
وزيرة الثقافة، صورية مولوجي
  • القراءات: 642
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أكدت وزيرة الثقافة، صورية مولوجي، أمس، بمناسبة فعاليات المهرجان الوطني للزي التقليدي الذي حمل شعار أزياء صامدة لأجيال خالدة، أن المهرجان يحمل توليفة ذات طابع خاص بين الثقافة والفعل العلمي لمنح معالم الهوية الثقافية الجزائرية صبغة علمية تحصنها من شوائب التداعيات المغرضة من منطلق أن اللباس التقليدي يشكل أحد أهم روافد هذه الهوية ومرآة عاكسة للبنى الفكرية والتاريخية للمجتمع الجزائري. أكدت فائزة رياش محافظة المهرجان، أن الاحتفال صادف ستينية استرجاع السيادة الوطنية واستقلال الجزائر، خاصة وأن اللباس الجزائري بكل طبوعه كان رمزا لمقاومة مخططات الاحتلال، الرامية إلى طمس هوية الشعب الجزائري حتى من خلال لباسه.

وأكدت وزيرة الثقافة في تصريح إعلامي أن الهدف من إقامة المهرجان، التنقيب والتحصيل التاريخي والسيمولوجي والوظيفي للأبحاث الأكاديمية العلمية، لرفع اللبس وكشف الخبث من وراء محاولات التشكيك في مشروعية الملكية الثقافية لمشروعنا المادي واللامادي. وأضافت أن المهرجان سيكون دعما وتعزيزا لملف تصنيف الالبسة التقليدية على مستوى منظمة اليونيسكو، ما جعلنا نكلف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بمعالجة هذا الملف من كل جوانبه وإرساله إلى منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "اليونيسكو" للفصل فيها.

وأكدت أن اللباس يعد أحد أهم الخصوصيات لكل ثقافاتنا الفرعية واعتبرته المشبك الذي تتغدى وتستمر بواسطته انساق المجتمع الثقافية الاجتماعية، لما له من أهمية تاريخية وهوياتية وباعتباره أحد أهم عناصر الموروث الثقافي اللامادي الجزائري ما جعله يستدعي البحث والتمحيص والتثمين ويحتاج للصون والحفاظ عليه، خاصة وأنه تحول في فترة تاريخية لأداة استعملها الشعب الجزائري، في مقاوماته الشعبية والثورة التحريرية المجيدة للتعبير عن مقاومته للمستعمر الغاشم . وأشارت وزيرة الثقافة أن اللباس قدم كمنظومة فكرية وتراثا لا ماديا استمر على مر الحقب التاريخية كصورة من المقومات الجزائرية التي رسمت أبعاد المقاومة الثقافية من خلال صموده أمام موجات العصرنة الوافد الجديد الحامل لقيم الآخر المغايرة.

وكان برنامج المهرجان ثريا بمداخلات عدة كان من بينها تدخل الدكتورة مباركة بلحسن، التي قدمت مداخلة حول اللباس الحساني الأنثوي الهوية، كما قدمت الدكتورة عائشة حنفي مداخلة حول سميولوجية الحلي المرافقة للملحفة الجزائرية، بينما قدمت الدكتورة نصيرة بكوش مداخلة بعنوان "البرنوس الجزائري تاريخ يقرأ وحضارة تتكلم" في حين عرض الدكتور إبراهيم بن عرفة وثاىقيا بعنوان: "القشابية لباس تقليدي جزائري ينطق هوية وتراث"، كما قدم الأستاذ بلحسن رضوان مداخلة حول الصورة الفتوغرافية كذاكرة ودعامة الحفظ على تراث اللباس الجزائري وسلط الدكتور بوجمعة هيشور، الضوء على اللباس الجزائري الأصيل وتجسيد ضد الاستعمار. يذكر أن فعاليات المهرجان ستتواصل بكل من قصر الثقافة مفدي زكرياء وقصر الرياس الذي باشر استقبال الزوار منذ أول أمس حيث اعتبرت الخيمة النايلية، ضيف شرف المهرجان.