معربا عن اشتياقه لعودة التقاليد في المناسبات

شيخ المحروسة يروي عادات أيام زمان

شيخ المحروسة يروي عادات أيام زمان
  • القراءات: 3496
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

رجع بنا شيخ المحروسة إلى نفحات من أيام ولت خلال المحاضرة التي نشطها مؤخرا بالمركز الثقافي الإسلامي في شارع علي بومنجل بالعاصمة، بعنوان عادات الجزائريين وتقاليدهم في رمضان والعيد في أرض الوطن والمهجر، مشيرا إلى أن الزمن تغير بشكل يبعث للتأسف والخوف على الأجيال الصاعدة، حيث أكد أنه في زمن قديم كانت العائلات الجزائرية تحتفل بشكل فريد بمختلف الأعياد والولائم التي تحضر لها بطريقة جد خاصة، تبعث البهجة والفرحة في العائلة وكافة الحي.

أوضح أنه قديما وخلال شهر رمضان الكريم، كان كل من الآباء والأجداد يحتفلون بالطفل الذي يصوم لأول مرة، وكان لكل من الفتاة أو الصبي نصيبه المتميز من ذلك الاحتفال، إذ كانت الفتاة تلبس أحلى ما لديها وتتصدر كالعروس، بجلوسها في ركن مزين بالأفرشة الفخمة، يظفر شعرها وتعطر بأطيب الروائح، وتزين البيت وكأن مناسبة كبيرة سوف تتم خلال ذلك اليوم، تجلس رفقتها كل من خالاتها وعماتها اللواتي يلبسن كذلك بعض الألبسة التقليدية، ويدعون الجارات إلى مشاطرتهن تلك الفرحة، في حين يتم الاحتفال بالصبي الذي يصوم لأول مرة بوضعه تحت وصاية كبير العائلة، كما أنه من  الممكن أن يكون العم أو الخال في حالة غياب الجد، الذي يصطحبه إلى الحمام، وتتم دعوة أقاربه، يدعو وليه مختلف الرجال الذين يكونون غالبا من حجاج بيت الله، وبعد خروجهم مباشرة يلبس الطفل البرنوس، ثم يأخذ إلى البيت أو عند الحلاق لتحليق القليل من شعره، وبعد صلاة العصر يصطحبه جده إلى المقهى، حيث يجلس على ركبتيه رفقه أصدقائه، ويحتفل مختلف الحاضرين بالمقهى بذلك الحدث بالمباركة للطفل وتقديم بضع دنانير له، لتشجيعه على الصيام والترحيب به لدخول عالم الرجال.

وأوضح المتحدث أن مختلف تلك العادات محتها العولمة، ولم يبق منها إلا الذكريات الجميلة التي يرويها الجد أو الجد، أو قد لا يرويها مطلقا إذا لم يجدوا آذانا صاغية لها، وليس من يطلب قصها لسماعها أو أخذ العبرة منها، هذا ما يجعل من ذلك الزمن الجميل يعاني النسيان، ويشتاق إليه من عاشه ودائما ما يشعر بالحنين إليه.