مسلسل "ليام" لنسيم بومعيزة

موضوع جديد في قالب فني مغاير

موضوع جديد في قالب فني مغاير
  • القراءات: 1130
دليلة مالك دليلة مالك

يقترح المخرج الجزائري نسيم بومعيزة في العمل الدرامي ليام، مسلسلا مغايرا عن الدراما الاجتماعية المعتاد تناولها بالمعالجة، من خلال قصة تحري شخص عن قاتل والديه، وعن قضية تهريب الأعضاء البشرية والمتاجرة بها، يقوم فريق من الشرطة بمتابعته والتحقيق فيه، وهو موضوع لم يسبق وأن طرح فنيا.

الفكرة الجديدة لموضوع القصة الدرامية، قدمها المخرج في صورتين فنية وتقنية مدهشتين، نسيم بومعيزة المخرج الشاب يحسن إمساك كاميراته، والتحكم فيها كما يشاء، من أجل تقديم عمل درامي جميل مثل مسلسل ليام، الذي يعرض على التلفزيون الجزائري ضمن شبكته الرمضانية لهذا العام.

استعان العمل على اختيار ممثلين موهوبين، رغم أن دور البطولة أسند للمغنية كنزة مرسلي، وهي أول تجربة تمثيل تخوضها، غير أنها برهنت قدرتها على تحمل ظهورها في الصف الأول من المسلسل، لكنها تجربة تحتاج إلى صقل وتكوين أكثر حتى تكون أفضل مما عليه في أدائها اليوم، خاصة أنها تتميز بالجمال والجرأة في الوقوف أمام الكاميرا.

اختيار الممثلة هيفاء رحيم كذلك كان صائبا، حيث أدت ببراعة دور مروى، بعد تجربتها الدرامية في رمضان 2019، إذ لفتت جمهور التلفزيون لأدائها في مسلسل أولاد الحلال، كما كان لها تجربة سينمائية واحدة في 2014، حيث تم اختيار هيفاء رحيم للمشاركة في فيلم أبواب الشمس: الجزائر إلى الأبد للمخرج جان مارك مينيو، ورغم تجاربها القليلة، فإن الممثلة تقدم أداء لا يشبه غيره، وينتظر أن يكون لها مستقبل واعد في المجال.

شهد العمل أيضا ظهور وجوه جديدة، أو بالأحرى ممثلون أعطيت لهم الفرصة أخيرا، بعد تجاربهم السابقة على خشبة المسرح، والقصد هنا مرتبط بالممثل علي ناموس المنحدر من مسرح سكيكدة، الذي أدى دور يحيى، وهو ممثل يتمتع بجميع الخصال التي يريدها المخرج في الممثلين الذين يشاركونه العمل، فله حضوره اللافت وتمثيله الجيد وصوته الواضح.

بالعودة إلى المسلسل من ناحية كتابة السيناريو، وفقت منال مسعودي في كتابتها، حتى وإن كانت بعض الأخطاء، لكن على العموم الحكاية جميلة وقد شدت المتفرج لمتابعته، فقد اعتمدت على عنصري التشويق، والحوار المقتضب، وغلب الفعل على الثرثرة الزائدة. غير أن المخرج أحيانا يطيل في بعض المشاهد، مثل مشهد عرس حميد الذي أدى دوره بجودة الممثل الشاب عبد القادر سليماني دون تبرير درامي. ولعل من الأخطاء التي وقع فيها هذا العمل؛ ظهور محقق الشرطة عادل (أدى الدور الممثل مصطفى صفراني) بلحية، وهو أمر مخالف لعرف الشرطة في الجزائر، وقد قدم أداء مقبولا إلى حد بعيد، خاصة أن المخرج ضمنه في جو المسلسلات البوليسية الأمريكية، حوار وحركة وديكورا.

ضم العمل عددا من الأسماء المعروفة على الساحة الفنية الجزائرية، يتقدمهم بوعلام بناني، رغم أنه يؤدي دور البطولة، حسب الجنريك، إلا أن ظهوره خجول في مشاهد المسلسل، وهو الذي يحمل سر الأحداث وتفسيرها.

من بين الممثلين المشاركين أيضا، عبد العزيز بوكروني، رانية سيروتي، يوسف سحايري، خالد بن عيسى، ريم تاكوشت، فوزي بن براهيم، أكرم جغيم، ونصر الدين جودي وغيرهم.