شافة أوزاني يعرض لوحاته برواق "عايدة"

الأزرق ترجمان الأفكار والمشاعر

الأزرق ترجمان الأفكار والمشاعر
الفنان التشكيلي شافة أوزاني
  • القراءات: 730
مريم. ن مريم. ن

دعا الفنان التشكيلي شافة أوزاني، جمهوره، لزيارة معرضه برواق "عايدة" بالشراقة، مؤكدا من خلال إعلان نشره على صفحته الإلكترونية، على اختياره اللون الأزرق ليكون السائد بكل تدرجاته، لما يحمله من تفضيل ومعان وفلسفة حياة.

راح الفنان بوشافة يعدد محاسن ومباهج الازرقاق السائد في أعماله الجديدة، التي أنجزت في 2021، حيث يبرز فيها مدى تعلقه بهذا اللون الجميل، ويقول إن الأزرق نقطة ضعفه، ثم يفسر في معاني وتدرجات هذا اللون، منها لون الأعماق الذي يوحي بالانطلاق نحو الآفاق في كل اتجاهات مخاوفنا وهواجسنا، ثم الأزرق الرمادي الذي يغوص في لحظات مهربة من الذاكرة، تتسابق إليها النفس بدافع الحنين والشوق، وتدرجات أخرى من الأزرق التي توحي بجمال البحر والسماء، وبالأمل المغروس في الأفق، يزرع الإشراق والنور في صفاء عارم. يعرض الفنان لوحاته المختلفة في المضمون، والمشتركة في اللون الواحد، منها مثلا، لوحة "صباح أزرق" التي تعرض سيادة الأزرق في محيط سكني، حيث يمتد من فوق عبر السماء، وفي البحر والطبيعة عموما، مما يجعل المباني عبارة عن مخلوقات تدب فيها الروح والحياة وتشع منها السعادة. 

لوحة أخرى عبارة عن مرتفع في قرية تصطف فيه المباني الحجرية أفقيا نحو السماء الزرقاء، فيتكاثف اللون الأزرق على شكل طائر، ليظلل على المباني. ومن اللوحات أيضا؛ لوحة "العبور"، وهي ممر يشق وسط اللوحة ليعبر الخلفية الداكنة وينتصر على العتمة والظلام الدامس. وكانت لوحة أخرى تكريما للفنان الراحل اسياخم بعنوان "صوت الأمل"، بها تدرجات من الأزرق وشخوص تتحرك في كل الاتجاهات، وشخص واحد هو الثابت ويراقب، ولعله الراحل اسياخم. يبرز من خلال هذا المعرض، مستوى التكوين جليا في لوحات الفنان محمد شافة أوزاني، حيث يخط لوحاته بلغة التأمل، فالفنان المهندس ابن مدينة بجاية، يتعامل مع اللوحة كمشروع معماري يخضع للبناء والجمال، كما يؤمن بالحرية المطلقة في الفن، لذلك انتهج أسلوب التجريد كلغة لا تعرف الحدود ولا التأطير، معتبرا أن الرسم عملية بناء داخلي قبل أن تكون فنا.

هكذا عبر هذا الفنان عن نفسه بالأزرق، مطلقا العنان لخياله ومشاعره، ميالا إلى الألوان في عمومها، لأنها جزء من الأسلوب التجريدي، باعتبارها الأقدر على تقديم الفكرة وترجمة معاني الرسم الذي هو عملية داخلية وجدانية، قبل أن تكون مجرد فعل ميكانيكي عادي.