فقدت الساحة الفنية الجزائرية، مؤخرا، عددا من الممثلين والفنانين ممن كان لهم مقام جميل في قلوب الجزائريين. ونحن نعيش شهر رمضان الفضيل، تُعد هذه السنة أكثر مرارة وحزنا، وقاسٍ وقعُه على الوسط الفني، وكذلك بالنسبة لمحبيهم من الجمهور الواسع.

رحل، قبل أيام فقط، الممثل والشاعر بلاحة بن زيان (1953 - 2 ماي 2021) المعروف باسم "النوري"، الشخصية اللافتة في مسلسل "عاشور العاشر"، وقد ترك الأثر والفراغ في المشهد الفني الكوميدي في الجزائر. برزت موهبته بفضل المخرج جعفر قاسم، الذي اختاره قبل مسلسل "عاشور العاشر" في السلسلة الفكاهية "جمعي فاميلي" في دور "قادة". وقبلها في سلسلة "ناس ملاح سيتي". وبدأ بن زيان بلاحة المولود في 1953، الفن منذ دخوله معهد التمثيل بوهران عند قدور بن خماسة سنتي 1972 و1973، وشارك في مهرجان وهران، وظهرت أول أعماله على  شاشة التلفزيون سنة 1974.

وتوفي الفنان القدير بلاحة بن زيان بعد معاناته مع المرض. وكان أجرى عملية جراحية على مستوى شرايين القلب بالمستشفى العسكري بولاية وهران. وقد غرّدت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة معزية أهله: "سيبقى بلاحة علامة مضيئة في مسار الكوميديا الجزائرية". ودُفن في مسقط رأسه بولاية معسكر. وعن سيرة الراحل الفنية، فقد قام بعدّة أدوار في الفكاهة، وكان له نشاط في المسرح. ومن أشهر مشاركاته مع الراحل عبد القادر علولة في مسرحية "التفاح". وفقدت الساحة الفنية أيضا، يوم 18 أفريل المنصرم في الجزائر العاصمة، المطربة نعيمة عبابسة عن عمر يناهز 58 سنة، والتي لم ينل منها السرطان، ولكن سقطت ضحية الفيروس المستجد "كوفيد 19".

واشتهرت الراحلة بأدائها للطابع الأندلسي والمنوعات. وكان للفنانة التي تنحدر من عائلة فنية معروفة؛ فوالدها الراحل الفنان الكبير عبد الحميد عبابسة، كان لها العديد من النجاحات والمشاركات في المهرجانات الموسيقية عبر كامل التراب الوطني. ورحلت الفنانة نعيمة عبابسة تاركة وراءها رصيدا حافلا من الأغاني، من أهمها  ألبوم "مازالني على ديداني" (2001)، و"يا اختي" (2010). وقبل رمضان بأيام، توفيت الفنانة ريم غزالي (1982 - 2021) بعد صراع طويل مع مرض السرطان بباريس الفرنسية، يوم 17 مارس 2021، عن عمر يناهز 38 عاما. وعانت ريم غزالي منذ سنوات من مرض السرطان. واضطرت لاستئصال ورم من الدماغ بعد عملية جراحية عاجلة لإنقاذها من فقدان الذاكرة والبصر نتيجة الورم، وهي العملية التي تكللت بالنجاح، غير أن المرض عاد لاختراق دماغها وجسدها، ودخلت مستشفى في باريس في أفريل 2019، وأعلنت عن مرضها في نوفمبر 2019، وظلت في المستشفى إلى أن تدهورت حالتها الصحية في الشهر الأخير.

واقتربت الراحلة من الجمهور الجزائري عبر مسلسل "بوقرون" (2018)؛ حيث أدت دور "الملكة هيدورة"، وهي التي انطلت من برنامج تلفزيون الواقع ستار أكاديمي العربي في نسختها الثالثة (2005)، كما ظهرت في برنامج الكاميرا الخفية "الواعرة" عام 2017. وتتوالى، للأسف، الأخبار الحزينة؛ فقد أعلن الممثل القدير صالح أوقروت عن إصابته بثلاثة أورام سرطانية، تبعه هبّة تضامنية شعبية ومن الحكومة والرئيس شخصيا، للتكفل بحالته الحرجة؛ إذ باشرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الإجراءات اللازمة للتكفل التام بحالته الصحية، على إثر زيارة أداها له وزير القطاع عبد الرحمان بن بوزيد، بتكليف من رئيس الجمهورية. وقد وعد الوزير بالتكفل بالوضعية الصحية للفنان في أقرب الآجال.