متأثرا بجروح أصيب بها في جبهة القتال ضد متمردي الشمال

وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي غداة انتخابه لعهدة سادسة

وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي غداة انتخابه لعهدة سادسة
الرئيس التشادي إدريس دبي إيتنو
  • القراءات: 709
ص. م ص. م

توفي الرئيس التشادي إدريس دبي إيتنو، أمس، متأثرا بجروح أصيب بها خلال قيادته لإحدى المعارك التي اندلعت نهاية الأسبوع ضد متمردين في شمال البلاد، كان الجيش النظامي أعلن إثرها القضاء على أكثر من 300 مسلح وخسارته لخمسة من جنوده.

وتوفي الرئيس التشادي البالغ من العمر 68 عاما ساعات قليلة بعد الإعلان عن فوزه للمرة السادسة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 11 أفريل الجاري بحصوله على 79,3% من الأصوات المعبر عنها، والتي قاطعها كبار قادة المعارضة احتجاجا على ما اعتبروه جهوده لتمديد حكمه المستمر منذ 30 عاما. وقال الجنرال عزم برماندوا أغونا في بيان  تلفزيوني إن "رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة". وأعلنت قيادة الجيش مباشرة بعد إعلان نبأ وفاته، عن تشكيل مجلس عسكري انتقالي يترأسه نجل الرئيس الراحل الجنرال محمد إدريس ديبي إيتنو البالغ من العمر 37 عاما الذي سيقود البلاد خلال فترة انتقالية من 18 شهرا.

ووعد الجيش بإجراء انتخابات حرة وديمقراطية بعد الفترة الانتقالية مع حلّ البرلمان وإقالة الحكومة وإعلان حداد لمدة 14 يوما وإغلاق الحدود البرية للبلاد مع فرض حظر تجوال ليلي يشمل كافة أنحاء البلاد بداية من الساعة السادسة مساء. وشكل وفاة الرئيس التشادي في مثل هذا الظرف التي تشهد فيها منطقة الساحل تصعيدا خطيرا لأعمال العنف وتنامي نشاط الجماعات الإرهابية، ضربة للجهود الرامية للقضاء على الإرهاب، كون الرئيس الراحل حليفا استراتيجيا وشريكا رئيسيا للغرب وفي مقدمته فرنسا في محاربة الإرهاب.

ويحارب الجيش التشادي على عدة جبهات حيث دخل منذ عام 2015 في مواجهة ضد مسلحي جماعة "بوكو حرام" النيجيرية في منطقة بحيرة التشاد والتي شنت سلسلة هجمات دامية داخل الحدود التشادية، كما شكل على مدار السنوات الأخيرة درعا قويا سواء لقوة مجموعة الساحل الخمسة التي تعتمد بالدرجة الأولى على القوات التشادية في تحركاتها الميدانية، وحتى بالنسبة لقوة "برخان" الفرنسية التي اتخذت على عاتقها مسؤولية القضاء على الإرهاب في الساحل الإفريقي لكنها أصبحت تستنجد بالقوات التشادية وتطلب دعمها ومساعدتها للخروج من المأزق الذي علقت فيه.

وتأكد ثقل تشاد في الجهود الإقليمية لمحاربة الإرهاب لدى استضافة نجامينا منتصف فيفري الماضي لقمة مجموعة دول الساحل الخمس بالإضافة إلى فرنسا التي أعلنت خلالها تراجعها عن خفض تعداد قوة "برخان" وتأجيل القرار إلى الصيف القادم. ووصل إدريس دبي ايتنو إلى سدة الحكم في نجامينا على وقع انقلاب عسكري قاده عام 1990 ضد نظام حسين حبري الذي ادين بالمؤبد بعد اتهامه بالتورط في جرائم ضد الإنسانية خلفت مقتل 40 ألف شخص خلال فترة حكمه.

وانتخب تدريس ديبي، بعد ذلك رئيسا للبلاد في أول انتخابات تعددية تشهدها تشاد عام 1996 ليعاد انتخابه في كل مرة وكان آخرها رئاسيات 11 أفريل الجاري التي فاز بها للمرة السادسة على التوالي والتي كان ركز في حملته الانتخابية خصوصا على "السلام والأمن" اللذين يؤكد أنه مهندسهما في بلده وكذلك في منطقة الساحل المضطربة ولكن  القدر كان أقوى من أن يجلس على كرسي الرئاسة ضمن عهدة سادسة على رأس الدولة التشادية.

وحظي الرئيس الراحل بدعم مختلف الأنظمة الفرنسية المتعاقبة والذي مكنه من دحر هجوم مسلح نفذه متمردون في فيفري 2008 ضد القصر الرئاسي بنجامينا واستمر هذا الدعم طيلة فترة حكمه ما جعله الحليف الاستراتيجي لباريس التي أعلنت، أمس، أنها فقدت بوفاة الرئيس دبي إيتنو "صديقا شجاعا"، مشيرة إلى الحاجة الماسة لمرحلة انتقالية سلمية في تشاد.