التراث الثقافي

شاهد وذاكرة شعب

شاهد وذاكرة شعب
  • القراءات: 560
س. زميحي س. زميحي

أجمع المشاركون في أشغال الملتقى حول "ترقية اقتصادية للتراث الثقافي"، احتضنه قاعة المسرح الصغير بدار الثقافة "مولود معمري"، مؤخرا، على أن التراث الثقافي يعتبر شاهدا وذاكرة الشعب، وعدة فاعلين منهم الخواص والجمعيات والمتعهدون في مجال الفن والثقافة، منشغلون بتأكيد هوية الوطن، بتقديم البحث والخبرات والإبداع في مجالات مختلة للنشاط الاقتصادي والاجتماعي.

قالت مديرة الثقافة لولاية تيزي وزو، نبيلة قومزيان، يعتبر قطاع الثقافة التراث أحد أولوياته، ويسعى إلى الحفاظ عليه وحمايته بكل معاييره وأشكاله، موضحة أن التراث لديه بعد جماعي وحمايته مسألة تخص الجميع، وأكدت أن التراث ظهر كمورد بحاجة للتثمين في آفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للإقليم. تناول محمد عشير، أستاذ بجامعة تيزي وزو في محاضرة "العمل الجماعي وتاجمعت كقاعدة للاقتصاد التضامني للقرى بمنطقة القبائل"، حيث أكد على دور النشاط الجماعي ونظام تاجمعت في ترقية وتطوير الاقتصاد التضامني بقرى الولاية، التي أخذت مؤخرا، على عاتقها مسؤولية كبيرة تجسدت في مختلف النشاطات الجماعية والتظاهرات، التي عرفت عبرها بالتراث بما يتضمنه ماديا أو غير مادي، مشيرا إلى أن نظام "تاجمعت" لما تحمله الكلمة من معنى واسع تفصل في أمور القرى وتنشطها، عبر الاتفاق على برمجة احتفالات وأعياد، والتي بدورها تفتح المجال للنشاط الاقتصادي التضامني ليواكب هو الآخر الحيوية التي تعيشها القرى.

أكد بودفلى، مدير مركز الفنون والمعارض بتلمسان، في محاضرته حول "التراث الثقافي في عهد الرقمنة"، على تجربة رقمنة التراث الذي تم الانطلاق فيه في 2011، حيث طرح مختلف التجارب في مجال عصرنة التراث، مؤكدا أنه في 2016، تم تحقيق نتيجة كبيرة خلال الانتقال من مرحلة إلى مرحلة ثانية، بشرح عمل اللوحات الرقمية، وهو الآن قيد شرح حقيقة افتراضية من جهة استعمال تقنيات عصرية وحديثة، مثل الهاتف النقال، اللوحات الرقمية وغيرهما. أعقب المحاضر أنه تم الوصول إلى التقنية ثلاثية الأبعاد "هولوغرام"، الذي بفضله يمكن تقديم أغراض خاصة، منها المتواجدة بالمتاحف، ومن الصعب لمسها وممنوع تحويلها، موضحا أن هذه التقنية الحديثة تمكن المواطن من مشاهدة هذه الأغراض، سواء عبر المواقع أو المتاحف التابعة لولاية تلمسان. 

اقترح المتحدث تثمين التراث عبر مساهمة القنصليات والسفارات بطرح وجهة الجزائر عبر نظام ثلاثية الأبعاد، من خلال عرض الأغراض وغيرها، لجلب الأشخاص، مشيرا إلى فهرس المتاحف الذي يتضمن الأغراض وتاريخها، ويساعد الدول على استعادة الأغراض، لأن هذا الفهرس يؤكد انتماءها قانونا. ذكر محمد بونوار رئيس جمعية "امنير" في حديثه عن "ترقية التراث الثقافي عبر السياحة التضامنية"، أهمية ترقية وحماية التراث، موضحا أنه بقدر ما هو مسموح الوصول إلى التراث، يسمح بالدفاع عنه وتثمينه عبر السياحة التضامنية، والتي تعمل الجمعية على بلوغها كهدف، من خلال إبراز مكانة التراث المادي وغير المادي في مسعى لترقيته.