قال إنه أصبح ”مصدر إزعاج لا داعي له” في العلاقات الأمريكية ـ الجزائرية

روس.. قرار ترامب حول الصحراء الغربية "متهور وخطير"

روس.. قرار ترامب حول الصحراء الغربية "متهور وخطير"
المبعوث الأممي الأسبق للصحراء الغربية، كريستوفر روس
  • القراءات: 820
ق. د ق. د

أكد المبعوث الأممي الأسبق للصحراء الغربية، كريستوفر روس، أن قرار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، القاضي بالاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية أصبح مصدر إزعاج لا داعي له في العلاقات الجزائرية- الأمريكية، مشيرا إلى أن البلدين تربطهما "علاقات اقتصادية وتجارية وأمنية مهمة".

ووصف الدبلوماسي الأمريكي على موقع "فايسبوك"، قرار ترامب بأنه "متهور وخطير" وقال إنه ناقش الأمر نهاية الأسبوع الماضي مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، جون بولتون، في برنامج نقابة المحامين في نيويورك  وأن كلاهما طالب بإلغائه. وأوضح أن موقف بولتون نابع من اعتقاده بأن "إجراء استفتاء لتحديد مستقبل الصحراء الغربية لا يزال ممكناً ويجب إجراؤه"، قائلا "دعوت إلى إلغاء القرار من منطلق إيماني بالضرر الذي يحدثه". وأكد روس على خطورة قرار ترامب من منطلق أنه "لم يتم التفكير كثيرًا أو لم يتم التفكير إطلاقا في تداعياته على مستوى ثلاث جبهات بدءا من مسار المفاوضات وعلى المنطقة وأخيرا على سياسة الولايات المتحدة". وأشار إلى أنه حتى الآن "لا توجد دولة أخرى كبيرة ولا حتى فرنسا اتبعت هذا المسار لسبب وجيه"، وهو ما جعله يؤكد أن إدارة بايدن مطالبة بالعودة إلى الموقف الأمريكي الداعم لمسار التسوية بين جبهة البوليزاريو والمغرب التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي.

كما أبرز روس الذي تولى مهمة مبعوث أممي إلى الصحراء الغربية من 1 جوان 2009 إلى 8 مارس 2017، أن "قرار ترامب كان مجانيا وغير مبرر لأن الصفقة الضمنية التي ربطت القرار بتطبيع علاقات المغرب مع الكيان الصهيوني لم تكن ضرورية" من منطلق أن "العلاقات بين المغرب والكيان طويلة الأمد ووثيقة رغم أنها في الغالب بعيدة عن أعين الجمهور ولم تكن هناك حاجة لتجميلها". وحذر في هذا السياق بأنه ما لم يتم إلغاء هذا القرار فانه "سيعمل على تعزيز مواقف الأطراف من خلال انتفاء إمكانية إجراء المفاوضات.. كما سيطيل من المصاعب التي يواجهها اللاجئون الصحراويون، محذّرا من تداعياته على المنطقة بقناعة أن "جعل المفاوضات أكثر صعوبة سيؤدي إلى تأخير أي تقدم نحو التنسيق الإقليمي بشأن مكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا الأمنية والتكامل الاقتصادي الإقليمي".

أما بالنسبة للجوانب المتصلة بالسياسة الأمريكية، فقد شدّد روس على أن "الخطوة التي قامت بها الإدارة الأمريكية السابقة تتعارض مع تقليد قديم قائم على الدعم الأمريكي لمبادئ عدم الاستيلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعوب في تقرير مصيرها". واعتبر كريستوفر روس أن قرار ترامب "يخل أيضًا بالتوازن الدقيق لموقف الولايات المتحدة في المنطقة من خلال التخلي عن سياسة الحياد النسبي وفكّ الارتباط الذي خدمها جيدًا لعقود فيما يتعلق بالصحراء الغربية". وشهدت القضية الصحراوية خلال الفترة التي قضاها كريستوفر روس مبعوثا أمميا إلى الصحراء الغربية تحركا سياسيا ودبلوماسيا أعادها إلى دائرة الضوء، وإن لم يؤد ذلك إلى تقدم بشأن حل آخر قضية تصفية استعمار في القارة السمراء بسبب العراقيل المغربية.