سوق باش جراح

تهافت للمواطن وسط التهاب الأسعار

تهافت للمواطن وسط التهاب الأسعار
  • القراءات: 548
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

شهدت أسعار مختلف السلع والمنتجات الغذائية، عشية شهر رمضان المعظم بسوق باش جراح في الحراش، لاسيما ذات الاستهلاك الواسع، كالخضر والفواكه واللحوم، ارتفاعا غير متوقع، على غير العادة، حتى أن أسعار بعضها فاق الحد المطلوب، كالسلاطة والطماطم والكوسة، حسبما لاحظته "المساء" في زيارة ميدانية قامت بها، رغم ما تعرفه هذه المنتجات من وفرة في الإنتاج.

لاحظنا خلال زيارتنا لسوق باش جراح الشعبي، اكتظاظ هذا الفضاء بالمتسوقين، مما صعب علينا الدخول إليه، كما شد انتباهنا ارتفاع أسعار بعض المنتجات، خاصة الخضر التي تعرف تهافتا كبيرا على اقتنائها. ولم يثن التغير المفاجئ الذي طرأ على الأسعار بين عشية وضحاها، مع بداية شهر رمضان، والذي أثقل كاهل المواطن، من عزيمة المواطنين في التنقل إلى مختلف الأسواق لاقتناء مستلزمات هذا الشهر الفضيل، إذ تعد من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها.

ازدحام كبير وأسعار غير معقولة

وقفت "المساء"، بعد عناء كبير لدخول سوق باش جراح، جراء الازدحام الكبير أمام طاولات الخضر والفواكه، على ارتفاع أسعار مختلف المعروضات، مقارنة بالأيام العادية، فمثلا سعر البطاطا ذات النوعية الرفيعة بلغ 70 دينارا، وسعر الطماطم الذي لم يكن سابقا يتعدى سعرها 70 دينارا، فبلغ 130 دينار، والسلاطة بـ 100 دينار، أما الجزر فقدر ثمنه بـ 50 دينارا، والكوسة "القرعة" 80 دينارا، أما الفاصوليا الخضراء ففاق سعرها كل الحدود، حيث وصل الكيلوغرام الواحد إلى 280 دينار، والفلفل الأخضر 180 دينار.

كما عرفت أسعار اللحوم البيضاء الأكثر طلبا في رمضان، هي الأخرى، ارتفاعا ملحوظا، حيث تراوح سعر الدجاج بين 330 و380 دينار للكلغ الواحد، نفس الشيء بالنسبة للحوم الحمراء التي ارتفعت أسعارها، حسب النوعية والجودة، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف 1550 دينار، فيما تراوحت أسعار لحم البقر بين 700 و750 دينار. أما عن أسعار الفواكه، فقد شهدت ارتفاعا محسوسا، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من التفاح 200 دينار، والموز 280 دينار، والفراولة 200 دينار، أما أسعار التمور فوصلت إلى 700 دينار للكيلوغرام الواحد. فيما تبقى أسعار الفواكه الجافة باهظة، حيث بلغ سعر "البرقوق الجاف" 650 دينار للكيلوغرام الواحد، أما الزبيب فتراوحت أسعاره بين 650 و1500 دينار.

إقبال النسوة على البهارات والمواد الاستهلاكية

عرف سوق باش جراح إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، لاسيما النساء، على اقتناء المواد الاستهلاكية، على غرار الطماطم المصبرة والزيت والسكر وكل أنواع البهارات والتوابل، رغم أنها معروضة بطريقة غير صحية، ولا تتوفر على شروط والنظافة، خاصة المنتوجات سريعة التلف، كالزبدة والأجبان، بفعل تعمد التجار تخفيض أسعارها، والتي أصبح معها المستهلك يبحث عن أقل الأسعار على حساب صحته. ما لفت انتباهنا، هو التوافد الكبير خاصة من طرف النسوة على طاولات بيع الأواني المنزلية، إذ تعد عادة مألوفة عند الأسر الجزائرية، لأن شهر رمضان  فرصة لدى ربات البيوت من أجل تجديد ديكور مطابخهن، خاصة أن تنوع الأطباق خلال هذا الشهر يتطلب ذلك.

الأسعار بعين مواطن وتاجر

أرجع أحد المواطنين، غلاء أسعار المواد الغذائية، واللحوم بمختلف أنواعها، إلى جشع بعض التجار الذين صاروا يستغلون هذه المناسبة لفرض منطقهم على حساب المواطنين البسطاء، غير مبالين بالحالة الاجتماعية الصعبة لأغلب العائلات، التي أصبحت في ظل هذا الغلاء الفاحش لا تقتني إلا الضروريات، وتستغني عن الكثير منها، حتى صار المواطن محتارا فيما يقتني وماذا يترك.

في استفسارنا عن هذه الظاهرة، أرجع أحد الباعة، سبب تعمد العديد من التجار في رفع الأسعار، إلى المضاربة التي يعمد إليها الكثير من التجار في مثل هذه المناسبات، لكن ذلك لا يبرر ـ حسبه ـ لجوء تجار التجزئة ببعض الأسواق إلى رفع سقف الأسعار إلى مستويات قياسية، لاسيما أن أسعارها لم تشهد ارتفاعات كبيرة بأسواق الجملة، ليؤكد أن سوق باش جراح يبقى من بين الأسواق النادرة التي لا يعمد التجار فيها إلى رفع الأسعار في رمضان إلى مثل هذه المستويات الخيالية، التي شهدتها معظم الأسواق الأخرى، حيث تعد القضية ـ حسبه ـ قضية ضمير قبل كل شيء.