الجائحة عطلت المفاوضات مع فرنسا حول ملف الذاكرة..شيخي:

تقرير ستورا يبقى فرنسيا ولا يعني الجزائر

تقرير ستورا يبقى فرنسيا ولا يعني الجزائر
مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية عبد المجيد شيخي
  • القراءات: 466
إيمان بلعمري إيمان بلعمري

❊ ندوة وطنية حول الذاكرة والأرشيف قريبا.. وعلى الجميع المشاركة في الإثراء

❊ الجزائريون ورثوا 90% من الأمّية عن المستعمر ولم يستسلموا

❊ جمعية العلماء المسلمين ساعدت الحركة الوطنية إلى غاية الانتصار

قال مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية عبد المجيد شيخي، أمس، أن تقرير نظيره بنيامين ستورا الذي سلّم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومتعلق بفترة الاستعمار وحرب الجزائر "يبقى تقريرا فرنسيا لا يتطلب منا الإجابة أو الرد عليه"، نافيا بالمناسبة، بأن يكون قد كلف بإعداد تقرير في هذا الخصوص. 

وأكد شيخي على هامش تنظيم ندوة حول يوم العلم والذكرى 81 لوفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس، بمقر الأرشيف الوطني بالعاصمة، أن "المفاوضات مع فرنسا حول ملف الذاكرة لم تنطلق بعد، حيث أن جائحة كوفيد19عطلت هذه المفاوضات.."، مشيرا في ذات السياق إلى أن البرنامج الوطني للذاكرة متواصل، من خلال الندوات التي يقوم بها في عديد الولايات، حيث كشف في هذا الإطار عن تنظيم ندوة وطنية قريبا لوضع البرنامج النهائي المتعلق بملف الذاكرة والأرشيف الوطني، والذي وصفه بـ"الملف  الكبير جدا"، والذي يستلزم مشاركة جميع  الفاعلين والشركاء  في إثرائه، "لإعادة الاعتبار للتاريخ الجزائري ومساعدة المؤرخين في كتابة التاريخ الكتابة الموضوعية التي تعطيه حقه".

وبخصوص شكاوى بعض الباحثين والمؤرخين بشأن عرقلة مهاهم من قبل مصالح الأرشيف الوطني وعدم تمكنهم من الحصول على تراخيص للبحث في التاريخ، نفى شيخي ذلك، مؤكدا بالمناسبة بأن أبواب  الأرشيف مفتوحة أمام الجميع. وأوضح في ذات الصدد أن "هنالك أرشيف متاح وأرشيف غير متاح"، وأن مصالحه تطبق القوانين والإجراءات المعمول بها في جميع دور الأرشيف بالعالم. وبمناسبة إحياء الذكرى 81 لوفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس، أشار مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة إلى محاولات المستعمر الفرنسي، تصوير الجزائر على أنها بلد الجهل وليس لديها حضارة، "كما عمل على تدمير كل ما وجد من معالم حضارية كالمساجد والمدارس، فلم يتبق إلا الزوايا التي كانت تدرس العربية والقرآن الكريم".

وأبرز المتحدث، الدور الكبير الذي لعبته جمعية علماء المسلمين الجزائريين في تدريس التلاميذ والأجيال تاريخ بلدهم، والدفاع عن مقومات الشخصية الوطنية، حيث ساعدت الحركة الوطنية في نضالها إلى غاية تحقيق الانتصار، نافيا أن يكون هناك أي صراع أو تنافر بين مكونات الحركة الوطنية "بل كان هناك توزيع للأدوار وكان يجمعهما مبدأ واحد هو الجزائر وطننا، الإسلام ديننا والعربية لغتنا". بالمناسبة قال مستشار رئيس الجمهورية، إن نسبة الأمية في الجزائر سنة 1830 لم تتجاوز 20%،  مؤكدا أن المستعمر سخر كل الوسائل لإبادة مقومات الشعب الجزائري، مستدلا بنسبة 90% من الأمية التي خلفتها فرنسا بعد 40 سنة من الاحتلال.

كما أكد شيخي أن الجزائريين آنذاك تمسّكوا بالدين الإسلامي واللغة العربية رغم التضييق الذي مارسه الاستعمار الفرنسي، مستشهدا برسائل سكان ولاية بجاية إلى الحاكم العام الفرنسي، يقولون فيها له "خذوا خبزنا وردوا إلينا لغتنا وديننا".