"المساء" تزور مرافق بريدية بالعاصمة

مكاتب استأنفت العمل وأخرى استمرت في المقاطعة

مكاتب استأنفت العمل وأخرى استمرت في المقاطعة
ت: ياسين. أ
  • القراءات: 372
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

المدير الولائي: أغلب المرافق البريدية عادت للعمل

المواطنون: نرفض استغلالنا كـ"رهائن" لتسوية مطالب العمال

عادت، معظم مكاتب البريد بالعاصمة إلى العمل، أمس، بعد الإضراب المفتوح الذي شلّ هذا القطاع الحيوي باستثناء بعض المكاتب التي اكتفت بتقديم الحد الأدنى من الخدمات، بينما أوصدت أخرى أبوابها وسخط كبير للزبائن الذين وصفوا الاحتجاج بغير القانوني والفوضوي، بقناعة أنه لم يتم الإعلان عنه مسبقا وفق ما تقتضيه قوانين شنّ الإضرابات.

كان منطقيا أن تعرف مكاتب البريد بالعاصمة توافدا كبيرا للمواطنين منذ الساعات الأولى ما أدى إلى تشكيل طوابير لا متناهية لمواطنين ومتقاعدين لم يتمكنوا من صرف مرتباتهم  ومعاشاتهم في هذا الشهر الفضيل، وهو ما أدى إلى أجواء من السخط والتذمر. ولاحظت "المساء" خلال جولة استطلاعية إلى عدد من المكاتب البريدية نشوب مشادات كلامية بين مواطنين وعمال مركز البريد بساحة أول ماي، ببلدية سيدي أمحمد، الذين رفضوا تقديم الحد الأدنى من الخدمات ضمن تصرف مماثل في مركز بريد حسين داي الذي أوصد عماله أبوابه في وجه مئات المواطنين الذين توافدوا منذ الصباح اعتقادا منهم أن الإضراب، قد توقف ليصطدوا بوقاع خيب آمالهم في استخراج أموالهم.

أغلب المرافق البريدية عادت للعمل

وأكد رضا بلحاج، المدير الولائي لبريد الجزائر بالعاصمة أن أكثر من 90% من المرافق البريدية استأنفت العمل، باستثناء خمسة مكاتب لم يستأنف موظفوها عملهم من مجموع 62 مرفقا بريديا  تتوفر عليها العاصمة. وأضاف بخصوص رواتب عمال المؤسسة العسكرية، الذين تصب رواتهم في الثامن عشر من كل شهر والذين ينتظر أن  يتوافدوا اليوم لسحب مرتباتهم، أن هناك ملحقات بريدية داخل المؤسسات العسكرية، وموزعات آلية للأوراق النقدية، التي تعمل بشكل عادي، ولا يوجد ما يدعو للقلق.

المواطنون: عمال البريد استعملونا كرهائن لتحقيق مطالبهم

وأمام هذه الوضعية الخانقة بالنسبة لأرباب الأسر، أكد أحد المواطنين بمكتب بريد ساحة أول ماي، أن عمال هذه الهيئة الخدماتية لم يراعوا مصالح المواطنين في هذا الشهر العظيم، واستعملوا الزبائن كرهائن  وأوراق ضغط لفرض الأمر الواقع على وزارتهم، من خلال شنّ إضراب لم يتم الإعلان عنه مستبقا. وقال أن توقيت الإضراب كان مخطط له من قبل بدليل شنه في الأيام الأولى للشهر الفضيل لمعرفتهم المسبقة بتزايد مصاريف العائلات  ضمن وسيلة لليّ ذراع الإدارة وإرغامها على تحقيق مطالبهم المهنية والاجتماعية، ولكن المتضرر الوحيد ـ كما قال ـ  يبقى العامل والمواطن البسيط المغلوب على أمره الذي ينتظر رابته خلال هذه الأيام وخاصة المتقاعدين، الذين ينتظرون على أحر من الجمر صبّ مرتباتهم الشهرية في حساباتهم.

تجديد الفرع النقابي قبل شهر جويلية

في ظل هذه الأزمة غير المتوقعة كشف حسين عبد الكريم أحد الأعضاء الخمسة في اللجنة التحضرية لعقد الجمعية العامة للعمال بولاية الجزائر لتجديد نقابة القطاع لـ«المساء"، أن المديرية العامة أبدت استعدادها لتسوية بعض المطالب المدرجة في الاتفاقية الجماعية للقطاع منذ 2003، وخاصة منحتي المردودية الفردية والجماعية، التي قرّرت الإدارة دمجهما في منحة جزافية واحدة تمنح بالتساوي لكل العمال، لا تتعدى 4600 دج، رغم أن الاتفاقية الجماعية تفصل بين المنحتين اللتين تتراوح قيمتهما إجمالا بين 1 و40% من الأجر القاعدي لكل عامل. وأكد أن الإدارة اتفقت على تسوية المطالب الأخرى، بعد انتخاب نقابة جديدة والذي يجري التحضير له من طرف ممثلي العمال، الذين اجتمعوا مؤخرا مع سليم لباطشة الأمين العام للاتحاد العمال للعمال الجزائريين، الذي منح مهلة تنتهي شهر جويلية القادم لاختيار ممثليهم في الجمعية العامة لتجديد نقابة مؤسسة بريد الجزائر.