عشية شهر رمضان المعظَّم

أزمة السميد تعود إلى الواجهة بسكيكدة

أزمة السميد تعود إلى الواجهة بسكيكدة
  • القراءات: 892
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

يعيش السكيكديون، أياما قليلة قبل حلول شهر رمضان الكريم، على وقع العديد من الأزمات متعددة الأوجه، والتي لم يجدوا لها أي تفسير على الإطلاق. فبعد أزمة الحليب وأزمة زيت المائدة جاء دور أزمة مادة السميد؛ فمن خلال تجوالنا في عدد من المحلات والفضاءات التجارية الواسعة بعاصمة الولاية، لاحظنا لهفة المواطنين وتزاحمهم على اقتناء أكياس الدقيق.

ومن خلال حديثنا مع بعض المتسوقين، فقد أرجعوا السبب إلى خوفهم من نفاد السميد من المحلات التجارية، خاصة أنها تُعد من بين الضروريات خلال الشهر الفضيل التي تعتمد عليها العائلة السكيكدية، بينما أكد لنا عدد من التجار تحدثت "المساء" إليهم، أن السميد متوفر، وأن اللهفة خلال مثل هذه المناسبات هي التي تتسبب في ظهور مثل تلك السلوكات الناجمة عن غياب ثقافة الاستهلاك عند المواطن، الذي في كثير من الأحيان، يجري وراء الإشاعات، فيقتني أكثر مما يجب اقتناؤه، متسائلين في ذات السياق، ماذا يفعل مواطن بسيط بكيسين من السميد بحجم 20 كلغ؟ مشيرين إلى أن هناك من يقتني حتى 3 أكياس دفعة واحدة!

ومن جهتها أوضحت مديرية المصالح الفلاحية لولاية سكيكدة من خلال بيان أصدرته بهذا الشأن، أن مخزون مادة القمح الصلب أو اللين بالولاية والمتواجد على مستوى مخازن الديوان الوطني الجزائري المهني للحبوب، يكفي لتغطية حاجيات الولاية والولايات المجاورة، مضيفة أن انطلاق حملة الحصاد في المناطق الجنوبية سيعزز مخزون الدولة من هذه المادة الاستراتيجية. وأكثر من ذلك، أشار البيان إلى أنه خلال شهر رمضان الكريم، سيتم فتح العديد من النقاط الخاصة بالبيع المباشر من المنتج إلى المواطنين عبر كامل إقليم الولاية، بالتنسيق التام مع مصالح مديرية التجارة، مما سيساهم في القضاء على المضاربة بهذه المادة الأساسية.

وللإشارة، تتوفر ولاية سكيكدة على مركب ضخم للحبوب، يقع ببلدية الحروش التابع للمجمع "أقروديف" العمومي، ذي قدرات إنتاجية كبيرة، كفيلة بتغطية حاجيات سكان الولاية وحتى الولايات المجاورة. كما تتواجد بالولاية سبع مطاحن تتزود بشكل عادي بحصتها من مادة القمح الصلب واللين. ولم يسجل أي انقطاع في التزويد أو توقف عن الإنتاج لأي وحدة من هذه الوحدات السبع. وفي كل هذا يبقى السؤال المطروح أمام هذا الوضع: من يقف وراء أزمة السميد بالولاية، خاصة في مثل هذا الوقت بالذات؟ وما دور مديرية التجارة وجمعية المستهلكين أمام هذا الوضع المقلق للغاية الذي يزيد من متاعب المواطن السكيكدي غير المنتهية، وأمام تغوّل المضاربين من مافيا الربح السريع؟

انطلاق العملية التضامنية الكبرى

وفي سياق التحضيرات الجارية لاستقبال الشهر الكريم، انطلقت، أول أمس بسكيكدة، العملية التضامنية الكبرى الموجهة لفائدة العائلات المعوزة الموزعة عبر بلديات سكيكدة ومناطقها المعزولة والنائية، العملية التي تتزامن والشهر الكريم وتتضمن مواد غذائية مختلفة، تندرج في إطار ما يسمى بالتكافل الاجتماعي والتضامن، خاصة خلال هذا الشهر الكريم، في انتظار مساعدات تضامنية أخرى، وقوافل ستحط رحالها بكل مناطق الظل بالولاية بالتنسيق مع كل الجهات المعنية، بما فيها الجمعيات النشيطة والفاعلة في الحقل التضامني.