دعا البروفيسور عبد القادر تافات، طبيب عام ورئيس الجمعية الجزائرية للطب العام، إلى التحلي بروح المسؤولية تجاه الصحة العمومية، مؤكدا على أهمية الإبقاء على تدابير الحيطة والوقاية لتفادي عودة انتشار الفيروس بطريقة يصعب احتواؤها والتحكم فيها، مشيرا على هامش اليوم التذكاري تكريما لمهنيّي الطب ضحايا "كوفيد 19" أثناء تأديتهم مهامهم الذي نظمته مؤخرا جمعيته، إلى أن الجيش الأبيض مازال يضحي بكل ما لديه في سبيل حماية المجتمع إلى يومنا هذا.

قال البروفيسور تافات إن عدد الأطباء الذين راحوا ضحية "كوفيد 19" خلال تصديهم للجائحة، بلغ 168 فرد، مقسمين بين 11 مختصا في طب الأسنان، و13 صيدلانيا، و39 مختصا في تخصصات مختلفة، و17 بروفيسور. أما الأغلبية المتبقية فهم أطباء عامون، واجهوا الفيروس بكل ما لديهم. وأشار إلى أن هذا الرقم لايزال مرشحا للارتفاع؛ الأمر الذي يدعو إلى اتخاذ جميع تدابير الحذر لتفادي تسجيل ضحايا أكثر، وانتشار الفيروس من جديد. كما اقترح خلال اليوم، تكريم هؤلاء الأبطال؛ من خلال وضع معالم تذكارية لهم في كل من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، والمستشفى الجامعي مصطفى باشا، وفي كل من مستشفى وهران وقسنطينة؛ باعتبارهما أكبر مدينتين بعد العاصمة.

كما اقترح رئيس الجمعية تسمية بعض المصالح الطبية والاستشفائية بأسماء بعض ضحايا الفيروس من الأطباء، كل في ولايته؛ تخليدا لهؤلاء الذين لم يدخروا أي مجهود لحماية المجتمع. ودعا السلطات إلى إنشاء صندوق إعانات خاص بعائلات الضحايا، لا سيما الذين كانوا يعملون بصفة خاصة ولم يعد لعائلاتهم مدخول، مشيرا إلى أن 60 ٪ من الضحايا كانوا من القطاع الخاص.

وفي الأخير ثمّن المتحدث فكرة أحد الأطباء، التي تتمثل في تخصيص يوم وطني للطبيب لتخليد جهود هؤلاء؛ من خلال استغلال ذلك اليوم في تثمين جهود الجيش الأبيض، الذي وصفه بالشهيد والمجاهد في سبيل الله، والذي خاض حربا قاسية جدا ضد عدو قاتل غير مرئي لا رحمة لديه.