معرض المؤسسات الثقافية والاقتصادية

مشاريع متميزة وإرادة حاضرة

مشاريع متميزة وإرادة حاضرة
  • القراءات: 633
ن. ج ن. ج

عرف منتدى الاقتصاد الثقافي، الذي تختتم فعالياته بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" في الجزائر العاصمة، تنظيم معرض متنوع جمع مختلف المؤسسات الثقافية والاقتصادية الفاعلة في المجال الثقافي، حيث تميز الفضاء المخصص لهذا المعرض، بالعديد من الأجنحة الممثلة للمؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة والفنون، ومؤسسات اقتصادية خاصة ناشطة في مجال الاستثمار الثقافي، وكذا صناديق تمويل وبنوك، بالإضافة لأصحاب مشاريع ثقافية.

من بين المؤسسات الحاضرة "آرتيسمو هيب كريتيف"، التي تأسست في الجزائر العاصمة عام 2000، وتعمل حاليا على "مرافقة" الفنانين والمنتجين من حاملي المشاريع الثقافية، حيث تلعب دور "الوسيط" بينهم وبين المؤسسات الاقتصادية، خصوصا إقناعها بتمويلهم أو رعايتهم أو اقتناء أعمالهم، وبـ"الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع على المدى الطويل"، وفق ما ذكره مسؤول البرمجة بالمؤسس لوكالة الأنباء الجزائرية.

كانت "آرتيسمو هيب كريتيف" قد عملت في مجال التكوين الفني، لفائدة الصغار واليافعين في مجالات الرقص والموسيقى والمسرح  وغيرها، كما عملت في مجال الـ"تيم بويلدينغ" (بناء فريق) لفائدة المؤسسات الاقتصادية، بهدف تعزيز وتوطيد العلاقات والروابط الاجتماعية بين موظفيها، وتحسين أمزجتهم ومعنوياتهم، من خلال عروض فنية مختلفة، يضيف المسؤول.

مشروع لرقمنة التراث بتقنية ثلاثية الأبعاد

يستقطب جناح مشروع الشاب عماد الدين حمودة، المتوج بالمرتبة الأولى في مسابقة تحدي ثقافة، الموسوم (D3 design) فئة "الفنون البصرية والمسرح"، فضول الزوار والمشاركين في منتدى الاقتصاد الثقافي لما يقترحه من خدمات رقمية ثلاثية الأبعاد، تهدف إلى جعل المسرح وفضاءات التعبير المختلفة مجالات ثقافية تفاعلية وجذابة.

في هذا الإطار، أشار صاحب مؤسسة من ولاية سكيكدة، مختصة في تكنولوجيا الأبعاد الثلاثية "3D"، التي تستخدم في مجالات عديدة، على غرار الإشهار، وفي المؤسسات الثقافية والعلوم والطاقة وغيرها، أن التطور الحاصل في العالم في مجال التكنولوجيا والاتصال، له تأثير كبير على حياتنا، خاصة في مجال الأبعاد الثلاثية.

أبرز أن ما دفعه إلى إنشاء المؤسسة المختصة في الأبعاد الثلاثية والرقمنة ثلاثية الأبعاد، منذ 10 سنوات، هو تقديم خدمات في المجال لمختلف المؤسسات الثقافية، على غرار المتاحف والحضائر الثقافية، وتنظيم زيارات افتراضية لمختلف المواقع الأثرية والمتاحف. وأفاد بأن تخصص الأبعاد الثلاثية غير معروف ورائج في الجزائر، وهناك نقص في المؤسسات المتخصصة في المجال، مما يجعل من مؤسسته قادرة على الولوج وتقديم خدمات نوعية لرقمنة المقتنيات والقطع الأثرية والمواقع المحمية، وحفظها رقميا بنسخ ثلاثية الأبعاد، بهدف تثمين والحفاظ على المخزون الثقافي المادي وغير المادي للأجيال القادمة، حفاظا على الذاكرة التاريخية.

أضاف المتحدث، أن مشروعه الذي يخص الرقمنة ثلاثية الأبعاد، يسعى إلى وضع نماذج ثلاثية الأبعاد لاستعمالها في كل من الواقع الافتراضي المعزز، لاسيما لتوثيق مادة تربوية ثقافية وتاريخية، وكذا منصات رقمية في مجال الألعاب والسينما والتراث الثقافي.

اعتبر المتحدث أن مشاركته في منتدى الاقتصاد الثقافي، فرصة لعرض أفكاره المبتكرة أمام رجال الأعمال والمستثمرين والمؤسسات الثقافية وغيرها، من أجل تلقي عروض لتقديم خدماته النوعية في المجال.

التكنولوجيات الهولوغرافية.. حاضرة

بالمناسبة نفسها، يعرض الشاب حواس طارق السعيد، صاحب مؤسسة ناشئة، والمتوج بالمرتبة الأولى في مسابقة "تحدي ثقافة Up 2021" (فئة التراث الثقافي المادي وغير المادي مشروع التكنولوجيات الهولوغرافية، المتمثل في تقنية تصويرية بخاصية فريدة تمكن من إعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها الثلاثية في الفضاء.

أبرز حواس طارق السعيد، أن المؤسسة الناشئة التي يسيرها، قامت بتصنيع جهاز العرض ذو 3 واجهات ثلاثي الأبعاد بنسبة 90 بالمائة في الجزائر، وهي حلول وأدوات رقمية لتثمين التراث الثقافي، من خلال إدماج تقنيات وتطبيقات جد حديثة، مشيرا إلى أنه تلقى عروضا تسويقية في السوق الإفريقية.

أكد المصدر أن مشروع التكنولوجيات الهولوغرافية، بمثابة أداة رقمية وبديل رقمي يسمح بتواجد وحضور الجزائر في مختلف التظاهرات العالمية الثقافية والتراثية، للتعريف بالكنوز الثقافية المادية وغير المادية في بلادنا، خاصة أن عملية نقل المقتنيات واللقى الأثرية إلى الخارج، قد يؤدي إلى تلفها أو ضياعها، بالتالي يكمن الحل في استخدام هذه التقنيات جد الحديثة، لحماية الموروث الثقافي ورقمنته وصيانته من أجل الأجيال القادمة.

أوضح صاحب المؤسسة، أن مشاركته في المعرض المنظم، بمناسبة انعقاد منتدى الاقتصاد الثقافي، فرصة سانحة للشباب حاملي المشاريع في المجال الثقافي، لخلق فرص الاستثمار بهدف ترقية الفعل الثقافي والفني الجزائري.

في هذا السياق، أبدى استعداد مؤسسته الناشئة لتنظيم تظاهرات ثقافية وفكرية وفنية بتقنية التكنولوجيات الهولوغرافية، على غرار عروض لمثقفين وفنانين جزائريين كبار أثروا المجال الثقافي الوطني، على غرار باقي الدول .ودعا المتحدث رجال الأعمال والمستثمرين والمؤسسات الثقافية وغيرها، إلى الاستثمار في القطاع الثقافي، بهدف الترويج للمنتوج الثقافي والتراث الجزائري.

إبداعات فنية وترويجية

يحضر أيضا في هذا المعرض، الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، من خلال عرض إبداعات فنية لورشتيه بقسنطينة وشرشال، تتنوع بين الرسم على الزجاج والقماش والفسيفساء والنحت وغيرها، تقول مديرة فرع الديوان بقسنطينة.

وتشير المتحدثة لوكالة الأنباء، إلى أن بيع هذه الأعمال هو بمثابة "دخل إضافي" للديوان، باعتباره مؤسسة ثقافية ذات طابع اقتصادي، يدخل أيضا في إطار استراتيجيته للتسويق، و"تهدف كذلك إلى الترويج للمنتوج الثقافي الجزائري"، وتعتمد على المشاركة في مختلف المعارض والتظاهرات.

من بين المؤسسات التمويلية الحاضرة أيضا في هذا المعرض؛ الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، التابعة لوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، والتي من خدماتها المالية "منح قرض مصغر من دون فوائد موجه للمشاريع الخاصة بعدد من الفئات، من بينها الحرفيين، من رسامين وغيرهم، والذي لا تتجاوز كلفته 100 مليون سنتيم"، مع المرافقة والتكوين والتسويق للأعمال المنجزة، وفقا لممثل الوكالة.

يقول في هذا الإطار، إن قرض الوكالة يستهدف أساسا "العتاد والمادة الأولية، وكذا التأمين على العتاد"، مضيفا أن "بطاقة الفنان  بمثابة سجل تجاري تسمح للفنانين بالحصول على القرض".

ويشارك أيضا في هذا المعرض، العديد من المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة والفنون، التي تهدف إلى التعريف بمهامها ونشاطاتها، على غرار المكتبة الوطنية التي حضرت بفهارس مخطوطاتها، وقد عرضت خلال يوم الافتتاح "أربعة مخطوطات نادرة"، أبرزها "المستملح من كتاب التكملة" لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، وهي مخطوطة "نادرة جدا ونفيسة وأصلية تعود إلى القرن الـ14 ميلادي"، تقول مسؤولة الجناح.