في ندوة تاريخية حول مساره الاجتهادي والتعليمي..أساتذة يطالبون:

ضرورة العودة إلى فتاوى الشيخ حماني

ضرورة العودة إلى فتاوى الشيخ حماني
الشيخ أحمد حماني
  • القراءات: 823
ب. ب ب. ب

غلام الله: العلامة وظف وسخر علمه لوطنه وكان شخصية مثقفة ومواكبا للحياة الاجتماعية

❊ شيخي: الشيخ كان سندا صلبا للمعتقلين من أجل نيل حقوقهم كسجناء سياسيين خلال الاستعمار

دعا أساتذة مختصون في الفقه والشريعة، أمس، بالجزائر العاصمة، إلى "تدارس" فتاوى الشيخ أحمد حماني و"العودة إليها" ضمن السياق الذي جاءت فيه، إحياء لذاكرة هذا المجاهد والعلامة الجليل.

وخلال ندوة تاريخية حول "المسار الاجتهادي والجهد التعليمي" للشيخ حماني، نظمها المجلس الإسلامي الأعلى بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد ومنتدى الذاكرة، أبرز المتدخلون أهمية تدارس الفتاوى الشرعية التي جاء بها علامة الجزائر، "ضمن السياق الذي جاءت فيه حينها".

وأكد رئيس المجلس بوعبد الله غلام الله، أن الشيخ حماني تميز بـ"بغضه الشديد" للمستعمر الفرنسي، حيث كان "يذكر ويستذكر في دروسه بشاعة ما اقترفه الاحتلال في حق الشعب الجزائري"، مضيفا أن وطنية هذه الشخصية تجاوزت علمه الغزير، حيث "وظف وسخر علمه لوطنه، كما أنه كان شخصية مثقفة ومواكبا للحياة الاجتماعية ومتطلعا للمستقبل ولم يخف يوما من قول كلمة الحق، معارضا بذلك لبعض المشايخ بكل شجاعة".

من جهته عاد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة الوطنية، محمد شيخي، إلى فترة سجن العلامة حماني بسجن لامبيز، خلال الفترة الاستعمارية، والتي "لم تمنعه من تدريس وتعليم من تواجد معه وراء أسوار المعتقل، كما كان "سندا صلبا" للمعتقلين من أجل نيل حقوقهم كسجناء سياسيين، مذكرا بأن الشيخ حماني تنبأ حينها بقيام الثورة وبانتصارها. بدوره قال رئيس جمعية مشعل الشهيد،  محمد عباد، أن استذكار مآثر أحمد حماني هو "حماية للذاكرة التاريخية ورموز الثورة، ووقفة عرفان لكل من ساهم في بناء الدولة الجزائرية".

وقال عضو المجلس الإسلامي الأعلى، كمال بوزيدي، إن العلامة كان له فضل كبير في استقرار وأمن الجزائر من خلال فتاواه التي أراد بها حقن دماء الجزائريين خلال فترة التسعينيات"، داعيا إلى ربط اسم ولاية جيجل التي ينحدر منها باسم الشيخ حماني.

كما استمع الحاضرون خلال هذه الندوة لشهادة رفيق الشيخ، محمد الصغير بلعلام، والذي قال عن حماني إنه كان "العالم الجليل الذي لم يخش يوما من قول الحق بالرغم من كل الضغوط التي تعرض لها"، مذكرا بـ"أشهر فتاواه" والتي قال فيها "إن ما يحدث بالجزائر (خلال التسعينيات) ليس جهادا"، كما أنه "أول من أفتى بجواز نقل الأعضاء من الموتى إلى الأحياء قبل أن يعمل العالم الإسلامي بهذه الفتوى".

يذكر أن الشيخ أحمد حماني (1915/ 1998) من مواليد بلدية العنصر بولاية جيجل، يعد مرجعا ومدرسة تعدت شهرتها حدود البلاد، وكان الراحل تلميذا للشيخ عبد الحميد بن باديس، كما كان رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى.