المخرج الشاب محمد الأمين مفتاحي لـ"المساء":

الأفلام الحالية تفتقد للواقعية

الأفلام الحالية تفتقد للواقعية
المخرج الشاب محمد الأمين مفتاحي
  • القراءات: 539
 لطيفة داريب لطيفة داريب

تخصص في إخراج الأفلام القصيرة، في انتظار توفير فرصة إخراج الأفلام الطويلة، واشتغل في التمثيل سواء في المسرح أو السينما، إنه المخرج الشاب محمد الأمين مفتاحي، الذي تواصلت معه جريدة "المساء"، فكان هذا الموضوعمفتاحي محمد الأمين فنان يبلغ من العمر 26 سنة، ينحدر من قرية أولاد مفتاحي، التي قال عنها لـ"المساء"؛ في هذه القرية التابعة لمدينة هنين ولاية تلمسان، لا أثر للفن إطلاقا". وفي سنة 1998، ارتحل محمد الأمين رفقة عائلته إلى مدينة الرمشي، وواصل دراسته هناك.

عشق محمد الأمين تقليد الشخصيات والضحك منذ أن كان صغيرا، وهو ما كلفه أكثر من مرة، استدعاء معلمه لوالده. وحينما انتقل إلى الطور المتوسط، زاد شغفه بالفن، وكان يتمنى أن يصبح ممثلا، خاصة في ظل تشجيع والده له، بل وكل أفراد العائلة يصفقون عليه بعد إلقائه أشعاره التي كان يكتبها باللهجة الجزائرية، أو حتى بعد تقليده لنجوم الفن، مثل بوقرة، رويشد، الحاج عبد الرحمان، عثمان عريوات، سيد علي كويرات، صالح أوقروت، عادل إمام وأحمد زكي.

وعن بداياته في عالم التمثيل، قال محمد الأمين؛ إنها كانت صعبة جدا، خاصة أنه يقطن في حي لا يرحب فيه بالفن، أما عائلته فكانت سنده الأكيد. في المقابل، حينما كان محمد الأمين يدرس في المتوسط، اختارته معلمته للمشاركة في فرقة مسرحية في مسابقة ما بين المتوسطات، واحتلت المسرحية المركز الأول بين المتوسطات، لتبدأ المسيرة الفنية لمحمد الأمين من هذه النقطة.

بعد فترة من الزمن، سجلت عائلة محمد الأمين، طفلها في فرقة فنية بولاية تلمسان، وهناك شبه أستاذه صعود محمد الأمين إلى الخشبة مثل الصعود إلى حلبة القتال. وبعد أشهر، بدأت الدروس التي كان يطلق عليها الأستاذ "القراءة الإيطالية"، ومن ثمة تم إنتاج مسرحية حول الثورة التحريرية بعنوان (أول نوفمبر)، تحمس لها محمد الأمين كثيرا، لتزداد رغبته أكثر في ممارسة الفن الرابع، وهو مافعله حينما انتقل إلى الطور الثانوي، حيث تعرف على أشخاص آخرين يحبون التمثيل، فقلم بتعليمهم أصوله، وكانوا يحييون الحفلات في كل المناسبات الدينية والوطنية.

بعدها انتقل محمد الأمين إلى الجامعة، تخصص بيتروكيمياء، إلا أنه توقف عن الدراسة، واشتغل في التجارة من دون أن يتخلى عن حبه للتمثيل، فكان يذهب إلى دار الثقافة لتعلم المزيد في هذا المجال.

عاد محمد الأمين إلى الدراسة في الجامعة، وغير تخصصه إلى الفنون التشكيلية، بما أنه لم يكن هناك تخصص تمثيل في جامعة تلمسان، لكنه كان يتجه إلى قاعة خاصة بالتمثيل في الجامعة، ويتدرب معهم، وأنجزوا عدة أفلام، من بينها فيلم "جذور الشجرة". كما تابع دورة خاصة في كتابة السيناريو، ومن ثمة الإخراج السينمائي.

انطلق محمد الأمين في الإخراج السينمائي سنة 2018، حيث أخرج عدة أفلام من بينها: "المكتوب"، "القرار"، "دير الخير تلقاه"، "المجرم"، و"الكنز المفقود". فكان الانتقال من المسرح إلى السينما، لحب محمد الأمين للفن السابع.

يعود تخصص محمد الأمين في السينما أيضا، إلى عجزه عن توظيف أفكاره وسيناريوهاته على خشبة المسرح، كما أن الإقبال الضعيف على المسرح، ساهم في ترحال صاحبنا إلى الفن السابع، حيث قام بإخراج الأفلام القصيرة التي تطرق فيها إلى مشاكل المجتمع بالدرجة الأولى، عله يغير ولو القليل من الذهنيات السائدة في المجتمع.

اعتبر محمد الأمين التمثيل حبه الكبير، وقد كان يريد أن يواصل مساره الفني عبره، إلا أنه تحول إلى مخرج، حيث لم تتح له فرص التمثيل إلا قليلا. كما تمنى أن يقوم بإخراج أفلام طويلة سواء بإمرة التلفزيون الجزائري أو شركات الإنتاج الخاصة. إضافة إلى الحصول يوما ما على جائزة "الأوسكار"، وهو طموح يعتبره مشروعا.

أما عن واقع السينما في الجزائر، فقال محمد الأمين، إنه في تدهور مستمر، بفعل عدم تشجيع المخرجين وشركات الإنتاج. كما أن الكثير من السيناريوهات ضعيفة، ليست لها علاقة بالواقع. لهذا يعتقد المخرج الشاب أنه من الضروري انتقاء السيناريوهات التي ترتبط بالواقع وتفيد المجتمع، إضافة أهمية اختيار الممثلين الأكفاء وعدم التصنع سواء في الإخراج أو التمثيل.

اعتبر المتحدث أن السينما الجزائرية في سنوات السبعينات، كانت جد راقية وممتعة، نتيجة اهتمام صناعها بعنصر التشويق واختيار النصوص التي تعالج قضايا المجتمع، علاوة على تشجيع المخرجين بتوفير صندوق يدعم السينما في الجزائر.

وفي كلمته الختامية، شكر محمد الأمين، عائلته التي ساندته في هذا المجال ولا تزال كذلك، كما شكر فرقة "سينما 7" وكل أصدقائه، وقدم تحية إلى كل فنان يعاني ويتألم لتبليغ الرسالة التي ترفع بهذا المجتمع إلى أعلى الدرجات.