أحمد عبد الكريم يؤكد لـ "المساء" غيابه عن صالون الكتاب ويتساءل:

متى يحتضن جنوبنا الفعل الثقافي؟

متى يحتضن جنوبنا الفعل الثقافي؟
الكاتب أحمد عبد الكريم
  • القراءات: 571
 لطيفة داريب لطيفة داريب

أكد الكاتب أحمد عبد الكريم لـ "المساء"، تمسّكه بما كتبه في فايسبوك عن ضرورة انتقال الفعل الثقافي إلى الجزائر العميقة التي تحتوى على أكبر نسبة من "جهات الظل" في الوطن، مضيفا أنه تمنى لو أن الجزائر الجديدة دشنت بنظرة جديدة، للفعل الثقافي؛ من خلال تنظيم المعرض الوطني للكتاب بالجنوب الجزائري الكبير.

تلقّى منشور الكاتب الجزائري أحمد عبد الكريم، تجاوبا كبيرا من الكتّاب الجزائريين، الذين علّقوا بالإيجاب على ما طرحه صاحب رواية "كولاج"، واعتبروه حلما؛ علّه يتحول إلى واقع في يوم من الأيام.

وكان عبد الكريم كتب في صفحته على فايسبوك، أنه تأسف لتنظيم الصالون الوطني للكتاب بالجزائر العاصمة. وكتب: "تمنيت لو أن الجزائر الجديدة دشنت بنظرة جديدة، للفعل الثقافي، وللمعرض الوطني للكتاب تحديدا؛ باعتباره حدث الساعة. وجهة نظري تذهب إلى أنه حان الوقت لينتقل الفعل الثقافي إلى الجزائر العميقة، التي تحتوى على أكبر نسبة من (جهات الظل) في الوطن". وأضاف أنه كان يتمنى لو أقيم المعرض الوطني للكتاب في إحدى مدن الجنوب أو الشرق أو الغرب، التي تعيش، فعلا، حرمانا من الكتاب، وهي الأكثر حاجة إليه. وقال إنه لا يظن أن مشكل الكتاب يُطرح في العاصمة ولا بالنسبة لساكنتها؛ باعتبارها عاصمة البلاد التي تحتوي على أكبر عدد من الهياكل الثقافية والمرافق والمكتبات العمومية والخاصة. كما أن مستواهم المادي والاجتماعي أكثر "أريحية" من سكان الجنوب مثلا. وتابع مجددا، أنه لاحظ في بوسعادة، مثلا، أن الفنادق ممتلئة بالسياح القادمين من العاصمة، لقضاء عطلة الربيع. ونفس الشيء بالنسبة لباقي مدن الجنوب؛ ما يعني أنه كان يمكن استثمار هذه الظاهرة، بإقامة معرض الكتاب في إحدى مدن الجنوب، فيجد السائح شيئا من الفرجة، ويطلع على الحركة الثقافية الموجودة في جهات الظل في الجنوب الحارق بشمسه.

وأكد عبد الكريم أن نظرته أبعد ما يكون عن البعد والميز الجغرافي؛ إذ يرى أن، مثلا، من الطبيعي أن ينظَّم معرض الكتاب الدولي في عاصمة البلاد لقربه من المطار والميناء البحري، الذي تدخل عبره الكتب، وتسهيل تعاملات الناشرين الأجانب في العاصمة. أمَا والأمر يتعلق بمعرض وطني فهو مختلف تماما. وأشار إلى أن أكثر دُور النشر المشاركة في المعرض هي دور جديدة لشباب من الجزائر العميقة، اختاروا أن يشاركوا في المعرض؛ حبا في الكتاب، قائلا: "ولكم أن تتصوروا معاناة ناشر، مقر داره يوجد في مدينة جنوبية أو شرقية أو غربية، مع نقل الكتب وتكاليف ذلك، وحجز الفندق والكراء الموقع والأكل والقهوة. ولكم أيضا أن تتصوروا معاناة كاتبة شابة من مدينة جنوبية، نشرت كتابها على حسابها الخاص بدم القلب، تضطر للتنقل إلى العاصمة للاحتفال بكتابها وتوقيعه والتسويق له واللقاء بأصدقائها وقرائها.. ولا تنسوا متاعبها مع النقل والمبيت والمصاريف وووو. ولا تنسوا معاناة قارئ شاب أو طالب جامعي شغوف بالقراءة، أو باحث عن كتاب لمذكرته، مع الحافلة والمبيت والمصاريف، حتى إنه ليصل إلى المعرض وقد أفلس، وانتُهك جيبه، وباع هاتفه، وتشاجر مع أمه وأبيه، الذي لا يجد سيولة ولا زيتا في الدوار؛ لأنه لم يجد ما يعطيه!". لهذا كله اعتبر أحمد عبد الكريم الذي ظفر بجائزة "الجزائر تقرأ" للابداع الروائي سنة 2018 عن روايته (كولاج)، أن الصالون الوطني للكتاب في حلته الحالية، لا يعنيه ولن يحجّ إليه.

وتساءل: "هل الحواضر الثقافية والمدن التي أثبتت أنها عواصم للكتاب والكتّاب كالواد والجلفة وورقلة والبرج وجيجل وووووو... عاجزة عن تنظيم معرض وطني للكتاب لدُور النشر الجزائرية؟!". وتساءل أيضا: "ألم يدرك المنظمون أن العاصمة صارت ساحة للحراك في العموم (ولا أقول بأن العاصمة لا تضم دور نشر محترمة وكتّابا نزهاء وقراء حقيقيين يبحثون عن فرصة لزيارة الداخل الجزائري جنوبا وشرقا وغربا، حاشا لله)، لكن أظن أن الحراك الذي يشغل الجميع ويعنيهم، يحول دون سلاسة التحرك والتنقل بالنسبة لزوار المعرض، خاصة في أيام بعينها.. وأتوقع أنه لن يلقى النجاح المرجو، ولن يصدّع منظموه رؤوسنا بخرافة المليون زائر!".