نقابات التربية تصف نتائج الفصل الأول بالهزيلة وتقترح عبر " المساء "

ضرورة تخفيف البرامج ومراجعتها لتمكين التلاميذ من تحصيل جيد

ضرورة تخفيف البرامج ومراجعتها لتمكين التلاميذ من تحصيل جيد
  • القراءات: 587
زهية. ش زهية. ش

تقاطعت مواقف ممثلي مختلف نقابات قطاع التربية، وجمعيات أولياء التلاميذ في التأكيد على تراجع نتائج الفصل الأول من العام الدراسي  واصفين إياها بالهزيلة، مرجعين ذلك إلى عدة أسباب موضوعية ومنها خاصة طول مدة الانقطاع عن الدراسة بسبب جائحة "كوفيد ـ 19" وتراكم مواد التحصيل ونقص الحجم الساعي لتلقين التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية.

وقال عدد من ممثلي النقابات في تصريحات لـ"المساء" إن هذه الحقيقة كشفت عنها النقاط والمعدلات المتحصل عليها، بما يستدعي ضرورة إعادة النظر في المنظومة التربوية، وتخفيف البرامج لتمكين التلميذ من الاستيعاب والتحصيل الجيد.

وحملت عدة نقابات التي تحدثت "المساء" إلى ممثليها هذه النتائج إلى واقع المنظومة التربوية التي أثير الحديث بشأنها بشكل لافت نهاية الاسبوع الماضي بمناسبة العطلة الشتوية للتلاميذ والنتائج التي تحصلوا عليها، وخاصة في ظل الإجراءات الاستثنائية التي فرضها  وباء كورونا  على طرق وأساليب التدريس.

نقابة "ساتاف" اقتراحات هامة على طاولة الوزير في لقاء الاثنين

واعتبر الامين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين "ساتاف"، بوعلام عمورة في تصريح لـ"المساء"، أن نتائج الفصل الدراسي المنتهي، كانت كارثية بالنسبة للسنوات الأولى متوسط والثانوي، بسبب اعتماد نظام التفويج وكذا قرار الحكومة الذي اتخذته الماضي والقاضي بإنجاح تلاميذ الابتدائي بمعدل 04،5 وشهادة التعليم المتوسط بمعدل 09/20،

واقترح عمورة، إعادة النظر في المنظومة التربوية بصفة جذرية، ضمن مقترح سيتم طرحه بعد غد الاثنين على وزير التربية محمد واجعوط، في إطار سلسلة اللقاءات التي يعقدها مع الشريك الاجتماعي وأولياء التلاميذ. كما دعا إلى إشراك أهل الاختصاص في صياغة القرارات الخاصة بمثل هذه الملفات الحساسة، وكذا التطرق إلى القانون الخاص بعمال التربية، بالإضافة الى إعادة النظر في تنظيم الامتحانات الرسمية.

"كناباست": المخططات الاستثنائية اربكت التلاميذ والاساتذة

وأوضح مسعود بوديبة، الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للمستويات التعليمية الثلاثة "كناباست"، لـ "المساء"، أن التقييم الأولي لنتائج الفصل الأول، يشير  إلى أنها كانت دون المستوى المطلوب، وهو ما تمت ملاحظته عند نهاية الفروض، شهر جانفي الماضي، "وكنا ننتظر أن هذا المستوى يمكن تداركه شهر فيفري، قبل امتحانات الفصل الاول" غير أن ذلك لم يحدث نتيجة ارتباك التلاميذ واضطرابهم، وغياب التوازن.

وأرجع بوديبة ذلك إلى عدة أسباب، منها انقطاع التلاميذ عن المدرسة منذ مارس 2020، الى غاية نوفمبر من نفس السنة، بسبب وباء كورونا، الامر الذي أفقد التلاميذ العديد من المكتسبات القبلية، والمخططات الاستثنائية التي ولدت اضطرابا لدى التلاميذ، وخاصة الأساتذة ومعضلة كثافة الحصص والحجم الساعي والتي ولدت حسبه، ضغطا كبيرا على الاساتذة، وأثر بصفة مباشرة على حسن الاداء والتحصيل العلمي للتلاميذ، فضلا عن تأثير الوضع الصحي على الحالة النفسية وتركيز وقدرة استيعاب التلاميذ، حيث لم تعط المخططات الاستثنائية الفرصة للأساتذة، للعمل في ظروف مريحة. وأضاف أن إجراء التلاميذ للامتحانات في فترة أربعة أشهر كان لها تأثير سلبي حيث، اقترح على الوصاية، ضرورة العمل على تدارك الامر في الفصل الثاني، من خلال رفع الضغط عن الأساتذة، جراء كثافة الحصص، وعدم الضغط أكثر على التلاميذ، ومنحهم فرصة لاستيعاب الدروس لاستدراك ما ضاع في الفصل الاول.

"سناباست": النتائج مقبولة

وعلى نقيض ذلك فقد اعتبر مزيان مريان، رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "سناباست" في تصريحه لـ"المساء"، النتائج بـ"مقبولة" بالنظر للظروف التي عاشها التلاميذ، معتبرا أن هذه الفترة هي فرصة لتقييم الفصل الأول، والكشف عن النقائص وأسبابها ومعالجتها لكي تكون نتائج الفصل الثاني أحسن، مشيرا إلى أن نظام التفويج ساعد التلاميذ في بعض المؤسسات، التي تضم عددا كبيرا من الأقسام، عكس مؤسسات أخرى التي تسبب فيها هذا النظام اضطرابا وتأخرا في إتمام البرنامج، حيث طرحت نقابة "سناباست" حسب مريان، في لقائها بوزير التربية في الثاني مارس الجاري إلى هذه النقاط واكدت على ضرورة محاولة استدراك الوقت الضائع.

نقابة التعليم الابتدائي: ضرورة مراجعة البرامج والمناهج

أما الأمين العام للنقابة الوطنية للتعليم الابتدائي، محمد حميدات فقد وصف النتائج بـ"متدنية"، بسبب انقطاع التلاميذ عن المدرسة طيلة ثمانية اشهر كاملة، و نظام التفويج الذي أدخل التلاميذ في عطلة مستمرة دون مراقبة الاولياء ومتابعتهم، ما أثر سلبا على تحصيلهم العلمي، فضلا عن كثافة البرامج والمناهج الذي لا يتلاءم مع الواقع، وغياب التواصل بسبب وباء كورونا، والتركيز على الجانب الصحي والوقائي منذ الدخول المدرسي. وأضاف انه يجب التفكير من الآن في تخفيف البرامج التي أصبحت كثيفة جدا، مما صعب على التلميذ استيعابها وإسقاط المنهاج على واقع التلاميذ، ووضع برامج تتماشى وتطلعاتهم.

"أونباف": النتائج هزيلة بسبب كثافة البرامج

وهو نفس الانطباع الذي عبر عنه المكلف بالإعلام والاتصال في الاتحاد الوطني للتربية والتكوين "اونباف" عبد الوهاب العمري زقار، الذي أوضح لـ«المساء" أن بعض التقارير، التي وصلت للنقابة من الولايات، أكدت على أن النتائج هزيلة خاصة في الطور الابتدائي، بسبب الظرف الخاص الذي احدثه وباء كورونا، وكثافة البرامج وصعوبة المفاهيم.

منظمة أولياء التلاميذ: الوصاية مطالبة بتدارك النقائص

من جهته، أشار رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، انه بالعودة إلى النتائج الأولية المحصل عليها من طرف التلاميذ فإن الأمر، يستدعي من المختصين بوزارة التربية البحث عن نقاط الضعف، ومعالجتها خلال الفصل الثاني بقناعة ضرورة التحكم اكثر في ما تبقي من السنة الدراسية، واتخاذ اجراءات لتدارك النقائص المسجلة  خلال الفصل الأول.

وأضاف أن النتائج غير المرضية، كانت نتيجة لغياب المرافقة النفسية للتلاميذ والأساتذة، خلال الظروف التي مرت بها المدرسة وباقي المؤسسات بسبب الوباء، فضلا عن تأخر انطلاق الموسم الدراسي إلى غاية منتصف ديسمبر، مؤكدا على ضرورة تدارك الوزارة لمختلف نقائص والأخطاء المرتكبة، الحصول على نتائج أحسن خلال الفصل الثاني.

أحمد خالد: النتائج مرضية بالنظر للظروف

أما رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، فأوضح أن التقارير المتأتية من الولايات، أكدت أن نتائج تلاميذ المرحلة الابتدائية كانت مقبولة، ولكنها مدنية بالنسبة للسنة الأولى متوسط وأولى ثانوي، ومرضية لباقي السنوات.

واعتبر إجمالا، أن النتائج كانت مرضية، إذا تم الأخذ بالظروف الخاصة التي تمر بها المدرسة الجزائرية والمشاكل التي تعاني منها، بسبب الأزمة الصحية التي حالت دون تحقيق نتائج تستجيب لتطلعات وطموحات أولياء التلاميذ.

وختم بالقول أن اللقاء الذي عقده قبل أيام مع وزير القطاع، محمد واجعوط الذي أكد على عدم التسرع في عملية الإصلاح، دون القيام بتقييم وتقويم وتشخيص لكل النقائص التي يواجهها القطاع.