بعد اعتراف فرنسا بتعذيب ثم اغتيال الشهيد

سفير الجزائر بباريس يسلم الراية الوطنية لعائلة علي بومنجل

سفير الجزائر بباريس يسلم الراية الوطنية لعائلة علي بومنجل
سفير الجزائر بفرنسا، محمد عنتر داود
  • القراءات: 605
ق. س ق. س

سلم سفير الجزائر بفرنسا، محمد عنتر داود، أول أمس الاثنين، بباريس، باسم رئيس الجمهورية، عبدالمجيد تبون، العلم الوطني لأفراد عائلة علي بومنجل خلال حفل تكريمي نظم بمقر السفارة الزائرية.

وجاء هذا الحفل التكريمي، الذي جرى بحضور مجاهدين بفيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا ورؤساء المراكز القنصلية في منطقة "ايل دو فرانس" وجميع المستخدمين الدبلوماسيين والإداريين للسفارة، بعد أيام من اعتراف فرنسا بتعذيب ثم اغتيال الشهيد علي بومنجل. وشهد الحفل الوقوف دقيقة صمت تلاها أداء النشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة، قبل أن يلقي سفير الجزائر بفرنسا بهذه المناسبة التي شكلت فرصة لاستذكار تضحيات الشهداء الأبرار، كلمة ذكر من خلالها بالمسار النضالي للفقيد علي بومنجل "الذي قاوم أبشع أنواع الانتهاكات دون أن يخون أبدا أو أن يتراجع عن مبادئه من أجل بلده". وأشاد السفير بخصال هذا "المجاهد المثالي" وبذكرى رجل ذي "شجاعة وهدوء غير محدود". كما أبرز بالمناسبة الكفاح المستمر للمرحومة، مليكة بومنجل، أرملة الشهيد، طوال سنوات، من أجل كشف حقيقة اغتيال زوجها، وهي التي توفيت دون أن تعيش مع أقاربها اللحظة الكبيرة للاعتراف الرسمي باغتيال الشهيد علي بومنجل. على صعيد آخر، أبرز سفير الجزائر أن "مطلب الحقيقة والاعتراف بالمسؤولية كانت بوضوح محل طلب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون الذي ألح بصفة ثابتة وبتلاحم كامل مع الشعب الجزائري، على أن جودة وديمومة العلاقات الجزائرية - الفرنسية، لا يمكن أن تتم على أكمل وجه دون الأخذ في الحسبان التاريخ ومسألة الذاكرة التي لا يمكن التفكير في التخلي عنها".

وفي حين أشاد بالتقدم الرمزي المحرز في سجل الذاكرة، لاسيما استرجاع رفات المقاومين الأوائل والاعتراف بموت موريس أودان تحت التعذيب، أكد السيد داود أن "الكثير يبقى فعله، ونحن نقبل على سنة 2022 التي سنحيي خلالها الذكرى الستين (60) لاستقلالنا المجيد، مذكرا في هذا الصدد، ببعض الورشات المفتوحة، مثل الأرشيف والمفقودين والتجارب النووية في الصحراء. وأضاف السفير أن "الشعب الجزائري الذي يبقى وفيا لأمانة شهدائنا المقدسة، يظل مصرا على تخطي كل العراقيل والصعوبات في مسيرته نحو مستقبل أفضل"، ملحا على الدور المنوط بالشبيبة والمرأة الجزائرية "اللذين ينبغي أن ينخرطا سياسيا في تشييد الجزائر الجديدة التي تعهد رئيس الجمهورية بتجسيدها". في هذا الإطار، ذكر السفير بأن الجزائريين سيؤكدون، خلال التشريعات المقبلة، هاته الإرادة في مواصلة مسار التجديد الوطني على أساس قيم الشفافية والثقة والتي تنبذ إلى الأبد محاولات الفساد، مثلما طالب به الحراك المبارك ومثلما وعد به رئيس الجمهورية".