استنفاد كل الجرعات المستوردة باستثناء حصة من اللقاح الصيني

16 ألف مواطن سجلوا عبر المنصة الرقمية للوزارة

16 ألف مواطن سجلوا عبر المنصة الرقمية للوزارة
  • القراءات: 326
ق. ت ق. ت

أحصت وزارة الصحة حوالي 16 ألف مواطن من مختلف الفئات العمرية ممن سجلوا أنفسهم عبر المنصة الرقمية التي وضعتها الوزارة قصد التلقيح ضد فيروس "كوفيد-19" للاستفادة من اللقاح وذلك إلى غاية أول أمس الأحد، 11684 منهم تفوق أعمارهم 50 سنة بما يعادل نسبة 73 % من بين المسجلين، والذين يوجد من بينهم 8613 شخص يعانون من أمراض مزمنة.

وذكر الدكتور جمال فورار، الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا، أنه بعد انطلاق حملة التلقيح في 30 جانفي الماضي واستحداث المنصة الرقمية المخصصة للتسجيل وتحديد المواعيد الخاصة بالمؤسسات الصحية الجوارية تدريجيا، وفق استلام كميات الجرعات، سيتم استدعاء هؤلاء "حسب الاولوية" لتلقي جرعاتهم بهذه المؤسسات. وطمأن الدكتور فورار المواطنين المقبلين على عملية التلقيح بعد تسجيلهم، بأنهم سيستفيدون "جميعا من هذا اللقاح في الوقت المناسب وفق الأولويات". وأضاف بخصوص المواطنين الذين تم تسجيلهم على مستوى مؤسسات الصحة الجوارية للاستفادة من حملة التلقيح، أن هؤلاء" لم يتم إدراجهم ضمن قائمة المنصة الرقمية، كون العملية اطلقت أياما قليلة بعد تسجيلهم"، ولكنه أكد بأنهم سيستفيدون من اللقاح حسب الأولية وبمجرد أن يحين دورهم، حيث سيتم استدعاؤهم بواسطة رسائل قصيرة "أس. أم . أس" أو الاتصال بهم على أرقامهم الهاتفية.

وقال فورار بخصوص استفادة مستخدمي الصحة بالقطاع الخاص من اللقاح، أنه "لا فرق بين مستخدمي القطاعين العمومي والخاص" والكل مدعو، إلى جانب المواطنين، إلى التسجيل عبر الأرضية الرقمية للاستفادة من هذه العملية التي وصفها "بالمرنة" وتستفيد منها الفئات المستهدفة بالدرجة الأولى. وكشف أن كل الجرعات التي تم استيرادها إلى حد الآن تم استخدامها باستثناء حصة اللقاح الصيني التي لم تستنفذ بعد. من جهته، شدد البروفسور كمال جنوحات، رئيس مخبر التحاليل البيولوجية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بالرويبة على ضرورة احترام الإجراءات الاحترازية التي ساهمت ولازالت في تقليص عدد الإصابات بالفيروس، مقارنة بالدول المجاورة والأوروبية، دون أن يمنعه ذلك من إثارة ظاهرة "تخلي  شرائح اجتماعية عن هذه الإجراءات خلال الأيام الأخيرة، مؤكدا أن انتشار السلالة المتحورة للفيروس لاسيما السلالة البريطانية التي تعرف انتشارا واسعا في بعض الدول وتسجيل حالات في الجزائر، مما قد يؤدي إلى ظهور موجة من هذه السلالات الجديدة في حالة "عدم احترام الإجراءات الاحترازية من طرف بعض الفئات على غرار ما هو جار الآن".

ودعا جنوحات لقضاء موسم صيف في أريحية، السلطات العمومية إلى الابقاء على "التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية" وخاصة، ارتداء الكمامة التي وصفها بـ"الوسيلة الأساسية الوحيدة للحيلولة دون تنقل الفيروس" و"إذا كان من الصعب جدا احترام مسافة التباعد الاجتماعي بين المواطنين لاسيما داخل وسائل النقل وببعض الاماكن ذات الاستقبال الواسع، فإنه من الضروري - إضافة لارتداء الكمامة- تهوية هذه الاماكن لمنع انتشار الفيروس". وبخصوص الاصابات الجديدة بالسلالة المتحورة للفيروس، دعا ذات الاخصائي إلى "عزل المصابين مع إبقائهم بالمستشفى لكسر سلسلة نقل العدوى وتفادي موجة لهذه السلالة، على غرار ما تشهده بعض الدول الأوروبية". وقال البروفسور جنوحات بخصوص اللقاحات الجديدة، إن المواطن الجزائري هو "الوحيد الذي يشكك في فعاليتها" عكس مواطني بقية الدول الذين يقبلون على التلقيح دون تحفظ، مؤكدا بأن كل اللقاحات التي تم تسويقها ذات "فعالية بنسبة تتراوح ما بين 70 و95 %"، وحتى تلك التي هي أقل درجة من هذه الناحية (أي 70 %) ففعاليتها تصل إلى 100 % لدى الحالات الخطيرة التي يتم استشفاؤها، مشيرا في ذات الوقت إلى دراسات أثبتت بأن هذه اللقاحات "آمنة" وبدون أعراض جانبية خطيرة. ولكسر سلسة انتقال العدوى، شدد ذات الاخصائي في علم المناعة على التلقيح الجماعي تدريجيا حسب الجرعات المستلمة لبلوغ نسبة 70 بالمائة من عدد السكان.

ومن جانبه، أكد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا، البروفسور رياض محياوي، أن احترام الاجراءات الوقائية وادراج التلقيح لدى نسبة كبيرة من السكان "وسيلتان تتماشيان معا" في آن واحد والاعتماد على واحدة دون الأخرى لا يساعد على كبح الفيروس الذي "أصبح يتعايش معنا". وقال ذات الخبير بالمناسبة أن العالم الاسلامي بما فيه الجزائر مقبل على صيام شهر رمضان المعظم وأداء صلاة التراويح والقيام بهذا الركن من أركان الاسلام في "ظروف جيدة" يستدعي من أفراد المجتمع التحلي بالمسؤولية الفردية والجماعية لمواجهة الجائحة.