التقى خلالها المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني

بابا الفاتيكان يرافع لأجل السلام من بلاد الرافدين

بابا الفاتيكان يرافع لأجل السلام من بلاد الرافدين
  • القراءات: 578
ق. د ق. د

يختم بابا الفاتيكان اليوم زيارة تاريخية هي الأولى له إلى العراق دامت ثلاثة أيام، التقى خلالها بزعيم المرجعية الدينية الشيعية بالعراق، آية الله علي السيستاني بمدينة النجف وزار مدن عراقية أخرى وأقام قداسه الديني حاملا معه رسالة تضامن وتعايش ومحبة بين مختلف الطوائف والديانات ليس فقط في العراق ولكن في العالم أجمع.

استهل البابا فرنسيس زيارة غير مسبوقة إلى العراق من العاصمة بغداد حيث كان في استقباله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وسط حراسة أمنية مشدّدة وفي برنامجه زيارة عدة مدن عراقية على غرار النجف المدينة المقدسة لدى الطائفة الشيعية وأور التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام وأربيل بكردستان العراق. وبدأ البابا البالغ من العمر 84 عاما زيارته، أول أمس الجمعة، بإلقاء خطاب أمام المسؤولين العراقيين الذين ناقش معهم بالإضافة إلى التحديات الأمنية والاقتصادية التي يعاني منها العراقيون، المعاناة التي يقول مسيحيو العراق الذين يمثلون نسبة 1 في المئة من سكان بلاد الرافدين أنها لحقت بهم وأدت على مدار سنين من العنف والاضطهاد إلى تراجع عددهم في هذا البلد العربي المسلم من 1,5 مليون في 2003 إلى 400 ألف في الوقت الحالي. ودعا بابا الفاتيكان الذي أدى أول قداس له بإحدى كنائس العاصمة بغداد، أمس، إلى احلال السلم والوحدة في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا التي لا تزال تعاني من تبعات صراع دام، منذ أكثر من عقد.

وقال خلال أدائه، أمس، قداسا دينيا آخر بمدينة أور الواقعة في أقصى جنوب العراق، أن "السلام لا يتطلب رابحين وخاسرين ولكن إخوة وأخوات ورغم سوء التفاهم وجراح الماضي ينتقلون من الصراع إلى الوحدة". وأضاف "دعونا نطلبها في الصلاة من أجل الشرق الأوسط كله، وأنا أفكر بشكل خاص في سوريا المجاورة المستشهدة". واعتبر الزعيم الروحي لمليار و300 ألف مسيحي عبر العالم أن "إنسانية اليوم متروكة لنا، وقبل كل شيء نحن المؤمنين بجميع الأديان لتحويل أدوات الكراهية إلى أدوات للسلام". كما رافع مجددا من أجل احترام "حرية المعتقد والدين والاعتراف بها في كل مكان" التي اعتبر بأنها حقوق "أساسية تجعل الإنسان حر يتأمل في السماء التي من أجله خلقت". ووصل بابا الفاتيكان إلى مدينة أور، قادما من مدينة النجف، حيث التقى ولمدة قاربت الساعة ضمن جلسة مغلقة بالمرجع الديني الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني في لقاء تاريخي كونه الأول من نوعه الذي يجمع بابا الفاتيكان بمرشد روحي الشيعي.

ولم يتسرب من هذا الاجتماع إلا شيئين اثنين  فقط، وهما صورة للرجلين الدينيين علي السيستاني بعمامته السوداء والزي الشيعي وعلى يساره البابا بردائه الأبيض المعتاد ويحيط به حزامه باللونين الأحمر والأسود وبيان صحفي من مكتب المرجع الشيعي تعهد من خلاله السيستاني بالعمل من أجل ضمان السلام والأمن وكل الحقوق الدستورية لمسيحيي العراق.