مختصون يتحدثون لـ "المساء" عن الخط العربي والزخرفة:

الحراك الفني عندنا متواصل ويواكب النهضة

الحراك الفني عندنا متواصل ويواكب النهضة
امحمد صفارباتي- محمد بن قانيف
  • القراءات: 627
  رشيد كعبوب رشيد كعبوب

يحظى فنا الخط العربي والزخرفة الإسلامية في الجزائر بمكانة راقية واهتمام كبير، بدأ يتزايد من سنة إلى أخرى. واستطاع الخطاطون والمزخرفون الجزائريون أن يضعوا لهم موطئ قدم في المحافل الدولية، من خلال إبداعاتهم التي افتكوا بها المراتب الأولى، منافسين، بذلك، أعمدة هذين الفنين العريقين؛ ما جعل بلادنا تلتزم منذ العشريتين الأخيرتين، بتنظيم مهرجان الخط العربي والمنمنمات، وتضفي حراكا ثقافيا وفنيا، مشهودٌ له من طرف الدوائر الثقافية.

تؤكد شهادات بعض الخطاطين الذين تحدثت إليهم "المساء"، أن هذا الموروث الثقافي المادي سيكون له شأن كبير مستقبلا بالنظر إلى الحراك الفني الذي بدأ يطفو على السطح، وعلى رأسه ميلاد مؤسسات ونواد تهتم بترقية وتعليم الخط والزخرفة، ومثال ذلك مؤسسة "آفاق للفنون والمعرفة" التي تأسست منذ سنة فقط، وبدأت ثمارها تظهر من خلال نشاطها في تنظيم المسابقات، وتكريم المبدعين في هذا المجال. وأكد محمد بن قانيف رئيس النادي الجزائري للخط العربي والزخرفة التابع لهذه المؤسسة، أن بلادنا تزخر بالكفاءات الوطنية في فني الخط العربي والزخرفة الإسلامية، ولها سمعة طيبة. ومؤسسو النادي من خطاطين ومزخرفين يسعون للنهوض بهذا الموروث الراقي، سيما أن بلادنا تتوفر على أمهر الخطاطين والمزخرفين العالميين، المشهود لهم بالأعمال المتميزة، أمثال امحمد صفارباتي، وعبد الرحيم مولاي، وكريم باجي. وأشار المتحدث، في هذا السياق، إلى أن المسابقة الأولى التي نظمها النادي، كانت ناجحة بامتياز، وتُعد انطلاقة لأعمال أخرى مستقبلا، تكون - حسبه - كبيرة ومعتبرة، موضحا أن القائمين على النادي من كبار الفنانين، يسعون لجعل هذا الفضاء نواة لإشعاع فني يتعدى الحدود الوطنية. وأضاف أن تمويل جوائز المسابقة كان بفضل ممولين يعرفون رسالة الفن ويقدّرونه، ويعتزمون مضاعفة تمويلهم مستقبلا، نافيا أن يكون النادي طلب مساعدات مالية من الدولة.

ومن جهته، أوضح الخطاط كريم بالجي أحد مؤسسي نادي الخط العربي والزخرفة، أن الخط العربي في العالمين العربي والإسلامي، يشهد، في السنوات الأخيرة، نهضة معتبرة، وانتعاشا كبيرا، ولا تنأى الجزائر عن هذه النهضة وهذا الانتعاش، حيث واكبت هذا المشروع منذ أعوام؛ من خلال إقامة المهرجان الدولي للخط والزخرفة كل سنة، ولاتزال تساير ما هو معمول به في الدول المتقدمة؛ إذ يواكب المجتمع المدني والفني كل النهضات باختلاف مشاربها، ومثال ذلك تنظيم مسابقتين، إحداهما في الخط العربي، وأخرى في الزخرفة الإسلامية من طرف النادي الجديد رغم ظروف كورونا. كما أشار المتحدث إلى أن مؤسسة "آفاق" التي تأسست في فيفري من السنة الماضية، خطَت خطوات كبيرة في الحفاظ على هذا الموروث الفني الراقي، ووفرت فضاء لجمع الفنانين، وتحظى بسمعة وطنية ودولية طيبة؛ باعتبارها تضم نخبة من كبار الخطاطين والمزخرفين، الذين أثبتوا وجودهم في المحافل الدولية.