"الألفية الثالثة" تكرم ذيب العياشي وشرشام

تحية عرفان لجيل العمالقة

تحية عرفان لجيل العمالقة
عبد القادر شرشام- ذيب العياشي
  • القراءات: 633
مريم. ن مريم. ن

تستعد جمعية "الألفية الثالثة" لتنظيم حفل تكريم على شرف الفنانين الكبيرين ذيب العياشي وعبد القادر شرشام، أمسية 6 مارس الجاري بالمسرح الوطني، بحضور كوكبة من الفنانين، والجمهور الواسع الذي اعتاد على حضور هذا الموعد الذي انقطع لمدة، وها هو يعود مجددا.

يجمع الحفل قامتين من قامات الفن الجزائري الأصيل، أحدهما في المالوف والآخر في الأغنية الشعبية، ظلا لعقود ملتزمين بالتراث الأصيل الموروث عن الشيوخ، ضمن أعرق المدارس الموسيقية الكلاسيكية الجزائرية، إضافة إلى واجب تقديم العرفان لهما على ما قدماه من جهد وإبداع، كما ذكر رئيس جمعية الألفية الثالثة مؤخرا، أن هذه المساعي تهدف إلى تكريم الفنان في حياته قبل رحيله وتقديمه للشباب، مذكرا بأن بعض الأسماء الثقيلة رحلت في صمت ولا تعرفها الأجيال، رغم مسيرتها الزاخرة، بل إن بعضها لا أثر لها لا في الأرشيف ولا على محرك البحث الإلكتروني ولو بصورة، مما يتطلب -حسبه- المساهمة في تكريمها والتعريف بها. بالنسبة للفنان ذيب العياشي، فهو أشهر من نار على علم، وهو واحد من الأصوات الغنائية الشجية والقوية الذي سعى طيلة مشواره الفني، إلى الحفاظ على أصالة أغنية المالوف، له العديد من الألبومات الغنائية، تتضمن في مجملها أغان في طابع الحوزي والمحجوز والزجل والمديح النبوي، كانت رغبته دوما، المساهمة في ترقية والحفاظ على روح الموسيقى التراثية الكلاسيكية الجزائرية، كان ولا زال يقف حجرة عثرة في مسألة عصرنة التراث، حيث يعتبره جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية.

الفنان ذيب العياشي عميد أغنية المالوف بمدينة عنابة، ويعتبر المدرسة الثانية بعد شيخ المالوف محمد الطاهر الفرفاني بقسنطينة، له حضور قوي في كل تظاهرة فنية تقام بولايات الوطن، كما له مشاركة مكثفة في كل المهرجانات، وكذا الأسابيع الثقافية، يتميز غناؤه بالاتزان والرقي. أما الفنان عبد القادر شرشام، فيبقى وفيا لمدرسته الأولى مع شيخه الحاج امحمد العنقى، مثل أغنية الشعبي في المحافل الوطنية والدولية، وظل قريبا من الجمهور عبر مختلف السهرات الجميلة، خاصة في ليالي الصيف، وفي اللقاءات الرمضانية الأصيلة التي يصدح فيها بالمديح، ولم يغير من هذا التشبث بالتراث طيلة عقود من الأداء، حيث ظل محافظا على سمعة هذا الفن ورقيه، علما أنه كان أستاذا بالمعهد المركزي للموسيقى لأكثر من 35 سنة، مكنته من تلقين خبرته للشباب الهاوي وفتح المجال لهم مع الجمهور.

للتذكير، تأسست جمعية الألفية الثالثة عام 2001، واختصت في تكريم الفنانين، ثم أصبحت تكرم المجاهدين والشخصيات من عدة مجالات ثقافية وفكرية وعلمية، وكان الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والمسرح الوطني الجزائري، الرفيق الدائم لنشاطاتها، مما حفزها على المواصلة، وغالبا ما تختار الألفية الثالثة الأسماء الثقيلة التي خدمت الفن الجزائري، إضافة إلى تلك المنسية والمغمورة بفعل التهميش.