بيت الشعر يكرم أحلام بوشعيب

"مسك الحديث" وتحايا للذاكرة والوطن

"مسك الحديث" وتحايا للذاكرة والوطن
  • القراءات: 722
 مريم. ن مريم. ن

نظم مكتب بيت الشعر الجزائري، بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "جمال الدين بن سعد" بالجلفة، مؤخرا، نشاطا ثقافيا، في إطار العدد العاشر من برنامج "شموع"، حيث تم استضافة  الشاعرة أحلام بوشعيب، التي قدمت ديوانها "مسك الحديث" للجمهور الحاضر، فأمتعته، كما تخلل النشاط قراءات لمجموعة من الشعراء.

اللقاء استهله السيد مدير المكتبة الرئيسية الذي رحب بالحضور، معرجا على مكانة الشهيد في قلوبنا وواجبنا تجاهه في حمل الأمانة والمحافظة على الوطن، والمساهمة في بنائه كل من مكانه ومنصبه، كما زف رئيس المكتب الولائي لبيت الشعر الجزايري بالجلفة، تحية إكبار وإجلال لمجاهدينا وترحم على شهداء الوطن، مذكرا بعظمة هذه المحطة التاريخية. تلا ذلك، مداخلة تاريخية قدمها الدكتور عبد الحميد دليوح من جامعة الجزائر، بعنوان "قراءة في ذكرى الشهيد"، فيما نشط اللقاء الشاعر هيثم سعد.

أشار المحاضر دليوح إلى أن الثورة كانت وستبقى مضربا للمثل في التضحية من أجل الحرية، بعدما دفعت ضريبة ثقيلة من الدم دفعها الشهداء، وطالب الأجيال الصاعدة بصون هذا الميراث المقدس، وتستوحي منه العبر للبقاء على عهد الوفاء، ولترابط الأجيال مع هذا التاريخ، علما أن أي محاولة للقطيعة معه تعتبر فاشلة، كما ألح المحاضر على ملف الذاكرة والأرشيف لتدوين التاريخ، وكذا العمل على موسوعة وطنية كاملة للشهداء. بعدها جاء دور الشاعرة المحتفى بها، والتي كانت شمعة اللقاء بامتياز، فقدمت نفسها للجمهور، ثم قدمت ملخص ديوانها الذي قرأت منه نصين جميلين أحدهما عن الآثار الوخيمة لفيروس "كورونا". فأحلام كاتبة شابة متخصصة في الأرطفونيا، تخوض غمار الكتابة، وهي مبدعة لها من الإمكانيات والموهبة، مما مكنها من التميز وخوض تجربة في مجال الحرف والكلمة، تميزت بأسلوبها وعملها المتقن، وهي تتدرج في سماء الأدب والكلمة. هي من مواليد 1996، درست العلوم العصبية المعرفية بجامعة بوزريعة في الجزائر العاصمة، وكانت تجربتها الأولى في الكتابة عن الجزائر، والخطوة الأولى في الاحتراف كانت عن الأم.

مسك الحديث هو في الشعر الملحون وبأسلوب بسيط، تناولت فيه عدة مواضيع اجتماعية عن الوالدين، وعن الحرقة و"كوفيد 19"، والجهوية والمؤنسات الغاليات والمسامح كريم وأولاد نايل، وغيرها من مواضيع ذات العمق الاجتماعي، علما أن كل من يقرأه يشعر وكأنه هو المقصود، وهذا الديوان موزع في الكثير من الولايات، منها العاصمة والمدية وعنابة وقالمة وغيرها. للإشارة، حضر اللقاء الشاعران الطبيبان الصديقان عدي شتات والسيدة حرمه، وخالد بوزير مرفوقين بمدير مستشفى الجلفة، فكان منهما الشعر للوطن والتكريم من القائمين على اللقاء، نظير ما قدماه خدمة للأدب والصحة، ليفسح المجال للشعراء الذين تغنوا بالوطن بحروف من نور، فتداول على المنصة كل من نور الدين رقعي، سعدي صباح، محمد عبو، مفتاح خافج، سليم دراجي، أحلام بوشعيب، محمد قهيري، فتحي بن جدو، وآخرون. اختتم اللقاء بتكريم الشاعرة المحتفى بها والدكتور المتدخل والطبيبان الشاعران، كل ذلك كان من تنشيط الشاعر الجميل هيثم سعد زيان، الذي صال وجال وأسعد الحضور بتدخلاته الاستثنائية المتميزة وومضاته الشعرية الماتعة.