الطبعة العربية من “الموسوعة“

نوافذ على التاريخ والسياسة والفنون

نوافذ على التاريخ والسياسة والفنون
  • القراءات: 896
ق. ث ق. ث

صدرت عن دار النشر كالما، مؤخرا، الطبعة العربية من الموسوعة الجزائرية التي اهتمت بالتاريخ والسياسة والثقافة والآداب والفنون والآثار والمعالم التاريخية منذ العصور القديمة إلى اليوم. واحتوت هذه الطبعة التي تتكون من أربعة أجزاء، العديد من الإضافات والفصول التي تناولت تاريخ الجزائر القديم؛ إذ تَعمّق الفريق، الذي ساهم في إنجاز هذا العمل؛ من أكاديميين وباحثين وصحافيين في دراستهم الموضوع. كما بحثوا في موضوعي الثقافة والتراث الجزائري بمختلف مكوناته عبر الأزمنة، وفي مسألة الفنون والآداب.

سيجد متصفح هذا المؤلَّف في الجزء الأول، معلومات عن الحقبات التاريخية للجزائر منذ العصور القديمة إلى اليوم بقلم بن يوب رشيد، الذي أشرف على إنجاز هذه الطبعة العربية. وتطرق في هذا الجزء للعديد من المسائل الخاصة بتاريخ الجزائر القديم والحديث، متوقفا عند محطات هامة.

الجزائر بعيون المشاهير

كما ساهم في الفصل الثالث من هذا الجزء الأستاذ عبد العزيز بوباكير، بموضوع تحت عنوان الجزائر بعيون المشاهير، ذكر فيه بعض مشاهير العالم الذين أُعجبوا بالجزائر، مثل المناضل الثائر تشيغيفارا وعباس محمود العقاد وأولوف بالم وجون كينيدي وغارسيا ماركييز وآخرين. وتضمّن هذا الجزء، كذلك، موضوع الأرشيف الرياضي للصحافي عبد الحكيم بلبطي، الذي تناول إنجازات الرياضة الجزائرية.

وركز الجزء الثاني من الموسوعة على البحث في التراث الجزائري؛ حيث تُعتبر الجزائر من بين أهم الدول وأكثرها امتلاكا للآثار والمعالم التاريخية. وكانت الاكتشافات الأخيرة في موقع عين بوشريط بمنطقة عين لحنش (سطيف)، التي كشفت عن ثاني أقدم آثار للإنسان، أكدت أن تاريخ الجزائر يمتد بين 2.4 و2.9 مليون سنة. وتضمّن الجزء إطلالة على مدن ومعالم العهد القديم، مثل سيقا وطاغاست وتيفست، وغيرها من المدن، وأيضا المعالم وأماكن العبادة؛ من مساجد وكنائس وحواضر، مثل تيهارت وأشير وقلعة بني حماد وواد ميزاب ومعالمها. وتطرق الكاتب لفن العمارة والأنماط المتعاقبة مثل النوميدي والبيزنطي والعمارة الإسلامية والأندلسية.

مهارات حرفية وتعابير شفهية

تطرقت الباحثة والمهتمة بقضايا التراث ويزة قلاز في الفصل الثالث من الجزء الثاني، للحرف التقليدية؛ حيث قدمت معلومات وشروحات حول المهارات الحرفية، والتعابير الشفهية، وفنيات الري، وأشكال أخرى من التراث التي يجب المحافظة عليها.

وخُصص الجزء الثالث من الموسوعة، لموضوع الآداب والفنون. وقدّم الكاتب والصحافي حميد عبد القادر في هذا السياق، قراءة تحليلية للعطاء الفكري والعلمي والأدبي في الجزائر، ضمّنها التفاتة تقدير لبعض الأقلام التي ساهمت في إثراء الحقل الفكري والأدبي في الجزائر، مثل مصطفى لشرف، ومحمد أركون، والقديس أوغسطين وعبد الحميد بن هدوقة، وأمين الزاوي، وبوجدرة وغيرهم. وتحدّث الأستاذ مخلوف بوكروح المختص في شؤون المسرح الذي أخرج العديد من الأعمال المسرحية، في الفصل الثاني من هذا الجزء، عن سياق ظهور المسرح الجزائري، إلى جانب تخصيص حيز للسير الفنية لرواد المسرح، مثل سيد أحمد أقومي ومحيي الدين بشطارزي وفتيحة بربار وعبد القادر علولة ورويشد. كما شمل الفصل مساهمات حول الطبوع الموسيقية الجزائرية، وبحثا حول الشعر الشعبي للجامعي عبد الكريم أوزغلة، الذي اعتبر هذا الشعر سجلا حافلا بالأحداث الجسام، ويحفظ انتصارات الأمة وانكساراتها، ويبرز معالمها وقيمها..”.

وحظيت الحركة التشكيلية في الجزائر باهتمام خاص بهذا العمل، فبعد تقديم إحاطة بهذا الفن تم التوقف عند رواد ومؤسسي هذه الحركة الفنية؛ من أمثال بن دباغ وإسياخم وتمام وعائشة حداد ومحمد راسم. كما تطرق هذا الجزء للسينما الجزائرية؛ من خلال مساهمة لأحمد بجاوي السينمائي، والناقد الذي أبرز فيها الدور الذي لعبته السينما الجزائرية كسلاح للنضال في المحافل الدولية، بتناولها القضية الجزائرية. وخصص الجزء الرابع من الموسوعة المعنون بـ التاريخ والذاكرة، فصلا للجزائر القديمة، فكتب فيه الأستاذ محمد الهادي حارش المتخصص في تاريخ نوميديا وبلدان المغرب في العصور القديمة، موضوعا عن تاريخ الجزائر القديم، تحدّث فيه عن أطر المجتمع، ومظاهر الحياة الفكرية والديانة والأعراف. كما خصص جانبا لمملكة نوميديا.

وكتب الباحث عبد حكيم بلبطي موضوعا عن الجزائر من الفتح الإسلامي إلى الفاطميين، ثم انتقال الحكم من العرب إلى الأمازيغ”. كما تحدّث عن الجزائر العثمانية، وعن التوسع الاستعماري والمقاومة الشعبية. وقدّم هذا الجزء، كذلك، لمحة موجزة عن أشهر الوجوه التاريخية والشخصيات الوطنية، مثل محمد بوضياف وعبان رمضان ومصطفى بن بولعيد وحسيبة بن بوعلي، علاوة على المناضلين الجزائريين من أصول أوروبية، مثل هنري مايو وفرناند إيفتون.