تكريم المجاهد العطوي الصغير بمتحف المجاهد

وجهٌ استعماري أسود خطّه شال وموريس

وجهٌ استعماري أسود خطّه شال وموريس
تكريم المجاهد عطوي الصغير
  • القراءات: 933
مريم. ن مريم. ن

كرّم المتحف الوطني للمجاهد، أول أمس الأحد، المناضل العطوي الصغير (المدعو السعيد) من الناحية الثالثة للولاية الثانية التاريخية، بمقر أستوديو المتحف، على هامش إدلائه بشهادة حية في غاية الأهمية، عن "عبور الأسلاك الشائكة شال وموريس الجهنمية"، وعن المعارك الكبرى والكمائن بالمنطقة. 

من المعارك التي استعرضها هذا المجاهد البطل، معركة الزانة في 14 جويلية 1959؛ حيث يقع مركز عين الزانة الفرنسي بالقرب من الحدود التونسية، وكان يشكل مصدر قلق لوحدات جيش التحرير الوطني التي تعمل في هذه المناطق، حيث كان يعطل خططها وعملياتها وإسنادها للوحدات بالداخل؛ لما يتميز به من موقع يسيطر على المنطقة، وبما يشتمل عليه من وحدات متعددة الأسلحة؛ من مدفعية ومظليّين وحركة. وعزمت قيادة أركان الشرق الجزائري على مهاجمة هذا المركز، ووضع حد لنشاطه بإشراف قائد الأركان سي الناصر عبد الرحمن بن سالم قائد المنطقة الثانية بعين سلطان، والأخضر الورتي، وبشيشي، وعبد المالك قنايزية، وسليمان عثمان، ورشيد ميدوني، ومغناوي، الذين كان لهم الفضل في إنجاح هذه العملية لمهاجمة مركز عين الزانة؛ حيث كُللت هذه العملية بالنصر لجيش التحرير الوطني، الذي عرف كيف يدير معارك حربية ذات مستوى عال من التخطيط، باستعمال أسلوب الاستطلاع الاستخباراتي بعد شهر من التخطيط والاستطلاع. ومن المعارك أيضا معركتا الحمري وباب البحر، وكذا المعارك والكمائن التي عاشها المجاهد بالفيلق 21 المسمى فيلق ديدوش مراد. كما تناول المجاهد إصابته أثناء عبوره خطي شارل وموريس، علما أن خط شال، مثلا، بالحدود الشرقية، أُطلقت عليه تسمية "الخط اللعين" أو "خط الموت".

وأقيم هذا الخط المكهرب على طول الحدود الجزائرية التونسية انطلاقا من بلدية أم الطبول (الطارف) شمالا، إلى بلدية نقرين (تبسة) جنوبا بمنطقة الرميلة (4 كلم شمال شرق بلدية الكويف بولاية تبسة)، والشاهد على تضحيات المئات من الشهداء، ومازالت مآسيه إلى اليوم حاضرة في الأذهان. التعامل مع هذا الحاجز الجهنمي كان صعبا في البداية بسبب نقص خبرة المجاهدين، خاصة في ما تعلق بكيفية اجتيازه، لكن مع مرور الوقت تمكن المجاهدون من التوصل إلى اختراقه، وتحطيم مساحات منه، وإحداث ثغرات للتسلل عبره. وللإشارة، التحق المجاهد بصفوف جيش التحرير في سن 19(سنة 1957). وشارك في عملية "الميناقندر" بولاية سكيكدة، وهي هجوم على القوات الفرنسية سنة 1957، ثم انتقل إلى الكتيبة المكلفة بجلب السلاح، أو ما يُعرف بـ "الشومينمو"، وتتكون من 620 شاب، وكان عطوي الصغير المحارب رقم 21. وكانت الكتيبة تحت قيادة المجاهد يسعد محمد، رحمه الله، ومساعده المجاهد هريو رابح، انطلقت سنة 1957 من منطقة حجر مفروش القريبة من الميلية بجيجل، عبر مسالك في الجبال المطلة على البحر، متجهين إلى تونس.