مشكل ابتلاع الصرّافات الآلية البطاقاتِ المغناطيسية

الزبائن يشتكون والمصارف تبرر

الزبائن يشتكون والمصارف تبرر
  • القراءات: 847
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

يواجه مستعملو بطاقات الدفع الإلكتروني عدة تحديات ومشاكل تحرمهم من الحصول على أموالهم، لا سيما في وقت الحاجة. وأكبر هذه التحديات عندما يلتقط جهاز الصرّاف الإلكتروني بطاقة الزبون ويترك صاحبها في حيرة من أمره، لا سيما بعد ساعات الدوام. ويزداد الأمر تعقيدا عندما يجد صاحب البطاقة أن استرجاعها لا يكون فورا أو حتى في اليوم الموالي.

يشتكي العديد من المواطنين أصحاب الحسابات البنكية والبريدية، من مشكل سحب أموالهم عن طريق الموزعات الآلية للأوراق النقدية، التي صارت بالنسبة للبعض، هاجسا كبيرا يشكل متاعب للمواطن، خاصة من لا يملكون شيكات للحصول على أموالهم في الحالات الطارئة. وتؤكد شهادات المواطنين الذين التقت بهم "المساء" بمختلف البنوك ومراكز البريد بالعاصمة، أنهم وقعوا ضحية أعطاب في الصرافات الآلية، حيث صرح لنا "فريد. ع" الذي وجدناه في حيرة من أمره بوكالة البنك الوطني الجزائري ببئر خادم، أن بطاقته تعرضت مرارا للالتقاط من طرف الصراف رغم أنه لم يخطئ في كتابة الرقم السري، وأنه احترم الحد الزمني المخصص لترك البطاقة داخل الجهاز، مؤكدا أن المواطن كثيرا ما يكون ضحية أجهزة لا تتم صيانتها في الوقت المناسب، أو بالطريقة الصحيحة، لتبقى تتسبب في تعقيد وضعيات الناس. وصرح لنا مواطن آخر بالبنك نفسه، بتعرضه للمشكل ذاته؛ حيث صار يتخوف من تعرض بطاقته للابتلاع، ويقوم باستعمالها بطريقة لائقة وحذرة، لكن هذه المرة - يقول محدثنا - وقع الذي كان يخشاه؛ حيث ابتلع الجهاز بطاقته وتركه في حيرة، وتم توجيهه إلى المكتب المسؤول عن استرجاع هذه البطاقة.

وبالصرافة الموجودة بالبنك الوطني الجزائري بحسين داي، وجدنا أحد المواطنين لم تسلم بطاقته من "كماشة" الصراف، مفيدا بأن بطاقته تعرضت عدة مرات للالتقاط، منها أسباب تعود إلى خطئه في إدخال الرمز السري، لكنه أكد لنا أنه في المرة الأخيرة، قام بالعملية على أحسن ما يرام، ومع ذلك فإن الجهاز ابتلع بطاقته، فتوجه نحو البنك قصد التبليغ عن ذلك. كما يطرح محدثنا مشكل التأخر في إعادة تسليم البطاقة من طرف مستخدمي البنك، الذين يبررون ذلك بكون المديرية الوصية، هي التي لا تسمح بتسليم البطاقة إلا بعد معرفة الأسباب عن طريق الجهاز الرئيس، ومنه إعادة تفعيل البطاقة، وإلا فإن منحها لصاحبها بدون إعادة تفعيلها سيجعلها تتعرض للالتقاط من طرف أي صراف. أما مسؤولو البنوك فيعيدون ابتلاع الصرافات للبطاقات الإلكترونية لعدة أسباب بشرية ومادية؛ فأما البشرية فتتعلق بتلك الأخطاء التي يرتكبها صاحب البطاقة عند الاستعمال، لا سيما إدخال الرقم السري بالخطأ لأكثر من ثلاث مرات، أو ترك البطاقة لزمن يتعدى الثواني المسموح بها، حسبما أوضح لنا مسؤول بوكالة البنك الوطني الجزائري ببئر خادم، لكن المصدر لم ينف أن هناك أسبابا تقنية تقع جراء انقطاع الشبكة، أو خلل تقني في الجهاز؛ حيث يقوم هذا الأخير بالتقاط البطاقة لحمايتها من أي سرقة، لا سيما أن بعض المواطنين الذين عندما ينتهون من سحب أموالهم ينسون البطاقات داخل الجهاز، هذا الأخير المبرمج على الاحتفاظ بها للسماح للزبائن باستعمال الصراف للآخرين.

أما مسؤولة البنك الوطني الجزائري بحسين داي فأوضحت لنا أن البنوك ملزمة بتطبيق قوانين حماية بطاقات المواطنين، والتأكد من أسباب التقاطها من طرف الجهاز، وأن ذلك يدخل ضمن إجراءات حماية ممتلكات الزبائن، والتأكد من هوية حامل البطاقة، لا سيما أن هناك من يستعمل بطاقة الغير بشكل مسموح أو غير مسوح، وعندما يتم التقاط البطاقة يظهر الأمر، ويكون البنك مسؤولا مباشرا عن كل التدابير الأخرى، ولذلك توصي محدثتنا المواطنين بأن يتأكدوا من صحة الأرقام السرية عند الضغط على أزرار الصراف، وبتفادي ترك البطاقة مدة طويلة داخل الجهاز؛ لأنه سيلتقطها لا محالة.