مهدي بانك

زارع القيم الإنسانية في ظل "كوفيد 19"

زارع القيم الإنسانية في ظل "كوفيد 19"
  • القراءات: 639
ق. ث ق. ث

استطاع الفنان متعدد المواهب مهدي بانك، المنحدر من مدينة الجسور المعلقة قسنطينة، من استقطاب اهتمام معجبيه البالغ عددهم مئات الآلاف، بمهارته وخبرته الفنية التي استغلها في خدمة القيم الإنسانية، في ظل تفشي جائحة "كورونا".

 

أتاح الاستثمار بشكل كامل في النشاطات الفنية المتعددة، المستمدة من التراث الثري للجزائر لهذا الشاب المختص في الهندسة المدنية، الفرصة لأن يقترح وبوتيرة منتظمة، تشكيلة من الأعمال الفنية على مستخدمي الشبكة العنكبوتية، الذين اكتشفوه وأعجبوا بأعماله بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، التي ازداد استخدامها خلال مرحلة الحجر الصحي. كما نجح الشاب مهدي بانك، حسب معجبيه الكثيرين، في الاحتفاظ بمتابعيه الافتراضيين، أغلبيتهم من منطقة الطارف، وكذا الرحال بهم نحو عالم "سحري وبعيد"، حيث تعد القيم الإنسانية أساس القصص الحقيقية، أو الخيالية التي يرويها بلهجة ترتكز على التحكم التام في الموضوع. وتشكل أيضا رسوماته وأغانيه وكل مشروع فني يقوم بإنجازه، "شعار" الفنان ووسيلة لنقل القيم القاعدية والتعبير عن إيثاره، تجاه أولئك الذين يمرون بفترات صعبة أو بمحن، من خلال الترفيه عن جمهوره.

حققت حكايات "الخاتم السحري" وصفية" وصالح القهواجي" وحكايات أخرى، قدمها مهدي لنيل الإعجاب "الافتراضي" للجمهور غداة الحجر الصحي المفروض، بسبب جائحة "كوفيد-19"، نجاحا حقيقيا مثلها مثل أغانيه الفردية التي جلبت اهتمام عشاق الموسيقى، الذين يستمع عدد كبير منهم لها عبر منصات تحميل الموسيقى. كما أبرز الفنان أهمية التضامن المادي مع الأشخاص، خاصة الذين يعانون من أمراض صعبة، كالسرطان. في تصريح لـوأج"، اعترف مهدي بانك بأن سفرياته ورحلاته التي قام بها عبر العالم، شكلت مصدر إلهامه، حيث يحرص على تقديم إسهاماته الفنية ضمن ديكور يبدو وكأنه مأخوذ من كتاب "ألف ليلة وليلة". كما يتضمن الديكور لمسات خاصة بهذا الفنان المنحدر من مدينة سيرتا، وهي طاولة مزينة بحلوى "المقروط" والبقلاوة"، وبعض الأطباق التقليدية التي يقوم بتحضيرها شخصيا، في إطار تقليدي بحت.

ماراطونات عالمية لمساعدة مرضى السرطان

ردا على سؤال حول مصدر تحفيزه وإلهامه، لاسيما خلال أزمة "كورونا" التي فرضت مزيدا من التضامن والتعاطف، أوضح مهدي بانك أن "السعادة تكمن في المشاركة"، وأن التفكير في أولئك الذين "يعانون من صعوبات في الحياة يحثه لتقديم المزيد "من وقته ومن طاقته"، من أجل إنجاز مشاريعه الفنية.

بالإضافة إلى مساهماته الفنية التي لا تعد ولا تحصى، كالحفلات المقامة بولاية قسنطينة سنة 2015، لدعم مرضى السرطان، يعكف مهدي بانك منذ 10 سنوات، على المشاركة بشكل دوري في السباقات الدولية، كالماراتون ونصف الماراتون الدوليين بباريس (فرنسا). يكمن هدف الفنان مهدي في دعم جمعيات مرضى السرطان والأطفال المختلفين، إذ يجمع عشرات الميداليات ليهديها في كل مرة لهذه الفئة من المرضى. من أجل دعمهم معنويا. خلال تصريح له عبر الأنترنت، أكد مهدي أنه "رغم تخصصه في الهندسة المدنية، إلا أن الألوان والرسومات متواجدة في كل مكان بمكتبه وبورشات عمله"، وأضاف أن عشرات مشاريع البناء التي تابعها وراقبها خلال أزيد من عقد من الزمن بفرنسا، حيث يعيش حاليا، مكنته من "التمتع عن قرب باللون الخام للخرسانة والفولاذ والجبس والطوب والزجاج والخشب والرخام". قال الفنان؛ إن عيش التجربة هو هدفه، ومنذ استقراره بفرنسا، "خصصت الوقت الكافي للعمل على نفسي من أجل اكتشافها بشكل أفضل" ومشاريعه الشخصية والفنية والمهنية "أصبحت أيضا قابلة للقراءة والتجسيد"، وأكد "بمرور الوقت رأيت أن ذوقي الفني بدأ يتحرر واكتشفت متعة كل أنواع الفنون، كالرسم والنحت والكتابة والصورة والموسيقى والغناء، ومؤخرا المسرح والسينما".

مهدي الفحام" أول تجربة سينمائية

كما خاض هذا الفنان الشاب الموهوب الفن السابع، بعد تربص تكويني حول السينما، وباشر مؤخرا، تجربة إنتاج فيلم بعنوان "مهدي الفحام" يؤدي فيه دورا إلى جانب ممثلين، على غرار عنتر هلال وحياة خديري.

تدور قصة الفيلم الذي موله بنفسه في قسنطينة إبان القرن الثامن عشر (18)، حسب الفنان الذي أشار إلى أن موسيقى الفيلم قد تكفل بها استوديو معروف في قسنطينة، وهو نفسه الذي أعد موسيقى فيلم "البوغي". صرح مهدي أنه برمج عدة مشاريع فنية، من بينها حفلات لفائدة مرضى السرطان عبر عدة مناطق شرق البلاد، على غرار ولاية الطارف، بمجرد إعادة فتح الحدود.