المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ببومرداس

المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ببومرداس
  • القراءات: 1294
حنان سالمي حنان سالمي

تفتتح المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لبومرداس، خلال الأيام القليلة القادمة، بالتالي استغلال هذا الصرح الثقافي الذي ينتظر منه أن يزيد الحياة الثقافية إشعاعا بمدينة الفكر والإبداع، كما ينتظر أن يكون منارة فكرية بالنظر للمقومات الكبيرة الموضوعة تحت تصرف الشباب والطلبة والباحثين ومحبي الكتب عموما.

أكد مدير الثقافة عبد العالي قوديد، أن فتح المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية سيكون خلال أيام قليلة بعد استلام المشروع نهائيا، موضحا لـالمساء"، في مقابلة خاصة، أن هذا المشروع الحيوي، ينتظر منه أن يعطي دفعا كبيرا للحياة الثقافية والفكرية بولاية بومرداس، واصفا إياه بأنه "قطب فكري وثقافي بامتياز، لاسيما أنه يتوسط المدينة ومعاهدها الجامعية والعلمية". جاء تصميم هذه المكتبة المنجزة على مساحة تقارب 4 ألاف متر مربع، بهندسة عصرية تجذب الأنظار، وهي تتكون من خمسة طوابق، يحتوي الأول على قاعة شرفية وقاعة محاضرات بـ250 مقعد وقاعة ترجمة فورية، حيث ينتظر أن تستقطب مختلف النشاطات العلمية والثقافية، سواء المحلية، الوطنية أو الدولية. كما يحتوي الطابق نفسه على فضاء خاص للطفل، قسم على جزءين، الأول مخصص لتلاميذ الطور الابتدائي، حيث يشبه حجرة دراسة بالطاولات والمقاعد وعدد كبير من الكتب شبه المدرسية المقسمة هي الأخرى، حسب السنوات الدراسية للطور الأول، بينما جاء الجزء الثاني أكبر من حيث المساحة، يحتوي على طاولات ومقاعد مصممة لجذب اهتمام الجمهور الصغير بما يجعلهم يتعلقون بالكتب بشكل أو بآخر، فقد صففت الكتب الخاصة بالصغار بشكل دائري، لتحيط بهم من كل جانب، وكلها تزدهي بألوان الحياة لجلب مزيد من الاهتمام.

أما الطوابق العليا، فهي مقسمة بين فضاءات للشباب والطلبة والباحثين وحتى الدكاترة، والمميز أن كل طابق يختلف عن الآخر، ليس في الكتب والعناوين والمؤلفات التي تم تقسيمها حسب الميادين فحسب، إنما أيضا لوجود قاعات نشاطات وفضاء أنترنت وحتى مخبر لغات، كما توجد أيضا قاعات واسعة للمطالعة، وفي كل طابق مخازن للكتب لعرضها أمام الدارسين والباحثين، وضعت هي الأخرى بتصميم جميل يتماشى مع التصميم الهندسي للمكتبة، ولكل طابق أيضا. علما أنه وضعت أجهزة كمبيوتر متصلة بالأنترنت لتسهيل البحث والفهرسة رقميا، حيث أكد المدير أن كل العناوين مرقمنة، والبحث يتم عبر الخط سواء بالمكتبة أو المنزل أو حتى عبر الهواتف الذكية، من خلال الولوج إلى صفحة المكتبة عبر الفضاء الأزرق والتقدم مباشرة نحو المكتبة، لاستخراج أي عنوان دون تضييع الوقت، مضيفا أن الرصيد الإجمالي للمكتبة من الكتب والقواميس والموسوعات، يصل إلى قرابة 40 ألف عنوان مقسمة عبر مختلف الميادين العلمية والمعرفية والأدبية وبعدة لغات. كما يوجد في المكتبة، فضاءات أخرى موجهة للورشات الفنية والعلمية، وحتى للمعارض الحرفية، حيث وقفت "المساء" خلال زيارتها لهذا الصرح الثقافي الهام، على فضاءات مخصصة لمختلف الفنانين، لاسيما الرسم والنحت، حيث تم تحضير أروقة خاصة، أو "غالري"، لعرض لوحات الرسامين الذين طالما اشتكوا من انعدام فضاءات خاصة لعرض عصارة أعمالهم الإبداعية بالولاية، إلى جانب نقص المعارض، حيث سيجدون بهذه المكتبة فضاءات رحبة عبر طوابقها للعرض، ليس هذا فحسب، بل وتم التفكير أيضا في استقبال معارض للحرف التقليدية والصناعة اليدوية، وهو ما يزيد في اتساع مجال الزوار لهذا الصرح الثقافي الذي كلف إنجازه خزينة الدولة، حوالي 50 مليار سنتيم، كما سيتم أيضا استغلال سطح المكتبة مستقبلا لتنظيم حفلات فنية أو أمسيات شعرية، لاسيما خلال الموسم الصيفي الذي تعرف فيه الولاية عادة "صخبا ثقافيا" بامتياز. للإشارة، تضم المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية تحت جناحها، خمس مكتبات أخرى ببلديات الناصرية، لقاطة، برج منايل، قورصو وبودواو.