“كحقل مليء بالفراشات” جديد ياسمينة صالح

رصد تحولات الجزائر منذ الاستقلال

رصد تحولات الجزائر منذ الاستقلال
  • القراءات: 710
د. مالك د. مالك

صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، حديثا، رواية للكاتبة الجزائرية ياسمينة صالح، بعنوان كحقل مليء بالفراشات، في 120 صفحة من القطع المتوسط، وتعد بذلك الرواية السادسة في رصيد المؤلفة.

حسب وسائط إعلامية عربية، تحكي الرواية قصة رجل في أعلى سلم السلطة في الجزائر، سي السعيد الذي يتولى سرد الأحداث، يود لو يفتح ذراعيه ليحتضن ابنته/ المستقبل، لكن يتوقف عند هاوية اختلافهما، فهو الغارق فيما تراه قتلا لأحلام جيلها، وهي لا تدخر جهدا في محاربة حزبه وتغوّله على البلد، إلى الحد الذي ينبهه فيه أصدقاؤه في الحزب، بضرورة الضغط على ابنته لتكف عن مهاجمة الحزب المستبد بالسلطة منذ عقود، الذي ينتمي إليه، والذي سيعاود الترشح باسمه لمنصب الرئاسة. يعود بالذاكرة إلى طفولته بالقرية، وهو ابن إقطاعي كبير، يصف تلك الحياة التي عاشها وكيف أثرت به بأسلوب جميل، ومشاعره المتضاربة تجاه الفلاحين، ومن يقوم عليهم من طرفه، وكذا تجاه العمدة الذي كان يدا للفرنسيين، ثم معلم المدرسة الذي سيأتي لقريتهم، وتكون له معه قصة ستغير مجرى حياته، وتبدأ الثورة ضد الفرنسيين، ورغم محاولاته عدم اتخاذ أي موقف تجاهها، إلا أنه سيجد نفسه لاحقا وفي ظروف خارجة عن إرادته، منخرطا فيها.

تنتصر الثورة وطبعا يصبح جزءا من العمل السياسي، الأمر الذي يبعده عن بيته وأولاده، يكبر الأولاد، يموت ابنه بجرعة زائدة من الكوكايين، لاحقا تتوفى زوجته التي عشقها، وكان للقائه بها حكاية طويلة، يجد نفسه وابنته الغريبة عنه فكرا وروحا، وحيدين في منزل واحد، وإنما كل يعيش في عالم مختلف. يذكر أن ياسمينة صالح من كتاب الرواية الجدد من جيل الاستقلال الثاني، الذين تزخر بهم الجزائر. من مواليد الجزائر العاصمة، بالضبط حي بلكور (بلوزداد) العتيق في قلب الجزائر العاصمة، وهي من أسرة مناضلة معروفة، شارك والدها في الحرب التحريرية، كما استشهد عمها في الثورة التحريرية نفسها، واستشهد خالها عام 1967 في الأراضي الفلسطينية، حاصلة على شهادة ليسانس في علم النفس من جامعة الجزائر، كما حصلت على ليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

أصدرت مجموعتين قصيرتين حين نلتقي غرباء و«قليل من الشمس تكفي (وهي المجموعة القصصية الثانية التي صدرت طبعتها الأولى تحت عنوان وطن الكلام”)، بعدها اتجهت كلية للكتابة الروائية؛ حيث صدرت روايتها الأولى بحر الصمت عن دار الآداب في بيروت عام 2001، وهي الرواية التي نالت جائزة مالك حداد الروائية، صدرت روايتها الثانية أحزان امرأة عام 2002، وصدرت روايتها الثالثة وطن من زجاج عام 2006 عن الدار العربية للعلوم في بيروت، وصدرت روايتها الرابعة لخضر عام 2010 عن المؤسسة العربية للدراسات في بيروت. إضافة إلى رواية في المدينة ما يكفي لتموت سعيداً، تغريبة لخضر زرياب عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بالأردن عام 2017. اشتغلت في الصحافة الثقافية في نهاية الثمانينات، ثم في الصحافة السياسية.