مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر يكشف لـ "المساء":

طرق وأنفاق جديدة لتخفيف الاختناق المروريّ عن العاصمة

طرق وأنفاق جديدة لتخفيف الاختناق المروريّ عن العاصمة
مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر عبد الرحمان دحماني
  • القراءات: 2175
أجرت الحوار: زهية. ش أجرت الحوار: زهية. ش

تعتزم مديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر، مواصلة البرنامج الذي شرعت في تجسيده، والمتمثل في إنجاز شبكة طرقات مزدوجة، ومحولات، وتوسعة المحاور؛ لضمان سيولة مرورية، والقضاء على الاختناق الذي تعرفه مداخل ومخارج الجزائر العاصمة؛ سواء خلال الفترات الصباحية أو المسائية وخاصة خلال بداية الأسبوع، والذي تحوّل إلى هاجس حقيقي بالنسبة لأصحاب المركبات، في حين ستسمح المشاريع التي يوجد جزء منها قيد الإنجاز، بتدعيم شبكة الطرقات الحضرية، لتسهيل حركة تنقّل المواطنين، وفك الاختناق المروري، حسبما أكد مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر عبد الرحمان دحماني في هذا الحوار، لـ "المساء" .

❊❊  تشهد طرق العاصمة ازدحاما مروريا فظيعا، ما هي الحلول المقترحة لفك الخناق وتسهيل الحركة؟

❊ يجري حاليا إنجاز عدة مشاريع طرق بالعاصمة للقضاء على الاختناقات المرورية، وهي مشاريع تعرف تقدما في الأشغال، لا سيما ازدواجية الطرق الولائية، ومحاور طرق وأنفاق، ومشاريع كبرى هامة تنطلق السنة الجارية، للتخفيف من حدة هذا الوضع، وبالتالي تسهيل حركة المرور، والتي تندرج في سياق التقليل من معاناة أصحاب المركبات؛ من خلال إنجاز طرق أخرى للحد من الضغط الكبير الذي تشهده بعض المحاور، والقضاء على النقاط السوداء؛ إذ تقوم وزارة الأشغال العمومية في هذا الصدد، بإعداد دراسة حول هذا الموضوع، فيما سيتم خلال العام الجاري، إطلاق مشاريع هامة بالعاصمة، من شأنها وضع حد لمشكل الاختناق المروري؛ إذ سيشهد الوضع انفراجا عقب تجسيد هذه المشاريع.

❊❊ ما هي أهم المشاريع الكبرى المبرمجة للقضاء على هذا الهاجس؟

❊ هناك عدة مشاريع للتخفيف من المعاناة؛ إذ منها ما ينطلق من مدخل الدار البيضاء شرق ولاية الجزائر باتجاه العاصمة، ومن المطار نحو بن عكنون والشراقة، وهما المحوران اللذان يعرفان تدفقا كبيرا للمركبات؛ إذ إن هذه الوضعية موضوع دراسة واهتمام كبير للسلطات العليا، من أجل إيجاد حل لهذا المشكل، الذي سيتم التكفل به بداية من هذه السنة.

ويمس هذا المشروع طريق الجهة الشرقية للعاصمة، وطريق زرالدة نحو المطار، اللذين يُعدان الشريان الرئيس للعاصمة، والذي سيعرف الحل هذا العام، فضلا عن مشاريع هامة، تنطلق هي الأخرى هذه السنة، منها منشأتان فنيتان تنطلق أشغالهما في الأيام القادمة وسط الشراقة، ومحوّل الطريق بابا احسن ـ الدويرة، ومشاريع أخرى ستنطلق على مستوى بئر مراد رايس، ممثلة في محول مؤدٍّ إلى المحطة البرية الجديدة متعددة الخدمات التي ستنطلق أشغالها السنة الجارية، ومحور اجتناب العاشور، الذي ستنطلق أشغاله، هو الآخر، هذه السنة.

❊❊ وهل من مشاريع أخرى بالواجهة البحرية للعاصمة؟

برمجنا مشاريع أخرى، تتمثل في الطريق البحري الذي يربط الليدو والمحمدية على مستوى "سافكس"، الذي سيفك الاختناق المروري الكبير عن الجهة الشرقية للعاصمة، على غرار برج الكيفان وبرج البحري، إضافة إلى الجسر الذي تجري فيه الأشغال على وادي الحميز، والذي يفك الخناق، ويصبح طريقا موازيا للطريق الوطني رقم 24 على مستوى الجهة البحرية، التي تشهد حركة كثيفة، خاصة خلال فصل الصيف، فضلا عن مشاريع تخص صيانة الطرق، والتي تتواصل أشغالها، وهي الطريق السيار للشرق وبن عكنون نحو المطار، التي تستدعي تفهّم المواطنين ومستعملي هذه الطرق عند القيام بالأشغال، لوضع تحت تصرفهم طرقا في المستوى.

❊❊ تعرف الناحية الغربية للعاصمة، هي الأخرى، اختناقا مروريا؛ هل من مشاريع لحل المشكل؟

بالطبع توجد مشاريع هامة بالنسبة لهذه الجهة، التي تشهد، هي الأخرى، اختناقا مروريا وحركة سير كثيفة، منها رابط العناصر الذي سيسلَّم السنة الجارية، والذي سيحل مشكلا كبيرا بالنسبة لسكان بئر خادم، خاصة سيدي مبارك جنوب بئر خادم، والطريق الجنوبي بن عكنون نحو المطار، ومحولٌ على الطريق الوطني رقم واحد على مستوى جنان سفاري، الذي سيساهم في التخفيف من هذا المشكل الذي يعاني منه سكان المنطقة المتوجهون نحو السحاولة وبئر خادم، فضلا عن مدخل ملعب الدويرة، الذي يفك الخناق عن الملعب، وعن أهم محاور الطرق المؤدية إلى بابا احسن، والخارجة منه؛ حيث تصبح حركة المرور سهلة جدا. كما سيتم الانطلاق في إنجاز طريق اجتنابي للسحاولة، والطريق الرابط بين زرالدة نحو تسالة المرجة. وتضاف هذه المشاريع إلى تلك التي دُشنت خلال الأيام القليلة الماضية، منها الجسر الذي يربط حي الجمهورية بالكاليتوس، والذي وُضع من قبل وزير القطاع ووالي ولاية العاصمة، حيز الخدمة، فضلا عن المنشأة الفنية التي تم الانتهاء منها ما بين فضاء الصابلات نحو جامع الجزائر وطريق الدار البيضاء؛ إذ لم تتأثر مشاريع القطاع بجائحة كورونا رغم توقف الورشات في بداية الوباء، والدليل على ذلك تدشين والي ولاية الجزائر ووضع حيز الخدمة الطريق الشعاعي واد أوشايح نحو براقي والبليدة، الذي خفّف الضغط الكبير عن وسط العاصمة، وساهم في سيولة حركة المرور، بالإضافة إلى مشاريع أخرى سُلّمت، على غرار مشروع محول الطريق السريع الجنوبي الثاني، وجسر على مدخل مدينة الشراربة الكاليتوس، والانتهاء من إنجاز جسر يربط الطريق السريع الشرقي نحو جامع الجزائر - الدار البيضاء، ومشاريع أخرى متمثلة في نفق دواودة، وحوالي 60 كلم من الطرق المعبّدة، إضافة إلى إنجاز ممرات علوية سُلمت. كما انتهت أشغال المدرج الرئيس للمطار الدولي وملحقاته. والواجهة البحرية عرفت تسلّم المحطة البحرية مع منشأة بحرية بطول 700 متر، وموقف سيارات، وشاطئ اصطناعي ومطعمين بموقع الصابلات، وتدخل كل هذه المنشآت ضمن مهام الأشغال العمومية.

❊❊ هناك تباطؤ في أشغال تعبيد وإنجاز الطرقات، ماهي الأسباب؟

التباطؤ في استكمال المشاريع أسبابه موضوعية، على غرار تعويض ملاّك الأراضي؛ إذ إن مديرية الأشغال العمومية توقف أشغالها حتى يتم تعويض أصحاب العقارات، وطبعا عملية تقييم الأملاك يقوم بها ديوان حفظ الأملاك، وهذا الأخير يعيّن الخبير العقاري الذي يوقف الأشغال، لتُستأنف بعد تسوية الملف، فضلا عن مؤسسات الغاز والكهرباء والماء، التي تجبرنا على تأخير إنجاز الطرقات وتعبيدها لتركيب قنواتها المارة عبر الطرقات.

❊❊ وهل من عراقيل أخرى تعترض تجسيد المشاريع ميدانيا؟

 ❊ بالفعل هناك عراقيل تعيق إنجاز المشاريع، وعادة ما تؤدي إلى تأخر انطلاقها، أهمها مشكل نزع الملكية والأراضي الفلاحية المحاذية للطرق، كما ذكرنا، والتي تتطلب تطبيق الإجراءات القانونية، وموافقة ملاّك الأراضي على مرور مشاريع الطرق فوق أراضيهم بعد حصولهم على تعويضات، فضلا عن مختلف الشبكات، التي تتطلب التحويل إلى أراض فارغة، والتي أغلبها فلاحية، تتطلب تحويل الملكية.

❊❊ وكيف تقيّمون حصيلة نشاط القطاع لسنة 2020؟

❊ نشاط قطاع الأشغال العمومية لولاية الجزائر لسنة 2020، لم يتوقف تماما رغم جائحة كورونا التي ظهرت بداية هذه السنة؛ إذ تم توقيف عدد من الورشات لفترة قصيرة. واستؤنف العمل لتسليم المشاريع المبرمجة، وحُققت نسبة إنجاز قُدرت بـ 95 بالمائة من الأشغال، وهي نسبة معتبرة، وأرقام مشجعة على مواصلة العمل بنفس الوتيرة خلال السنة الجارية، التي ستشهد تدشين عدد من المشاريع، وإطلاق أخرى هذه السنة.